] نظرة علی الانتخابات الأخيرة في باكستان
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
09 August 2018 - 09:14 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 5989

نظرة علی الانتخابات الأخيرة في باكستان

بعد أكثر من 22 عاماً من النضال السياسي ، نجح عمران خان ، قائد فريق الكريكيت الباكستاني منذ سنوات عدیدة ، في الفوز بالانتخابات بحصوله علی حوالی 17 مليون صوت و نجح فی اتخاذ خطوة نحو "باكستان جديدة". ولعدد من الأسباب ، يحتاج هذا البلد إلى إجراء جديد وتغييرات جذرية لمواصلة حياته السياسية كواحدة من أكثر الدول تاثیرا فی المنطقة.
موقع البصیرة / رضا اشرفی
بعد أكثر من 22 عاماً من النضال السياسي ، نجح عمران خان ، قائد فريق الكريكيت الباكستاني منذ سنوات عدیدة ، في الفوز  بالانتخابات بحصوله علی حوالی 17 مليون صوت  و نجح فی اتخاذ خطوة نحو "باكستان جديدة". ولعدد من الأسباب ، يحتاج هذا البلد إلى إجراء جديد وتغييرات جذرية لمواصلة حياته السياسية كواحدة من أكثر الدول تاثیرا فی المنطقة.
على مدى السنوات الماضية ، کانت تقتصر السياسات والتأثيرات الباكستانية  الرئيسية على العلاقات وحتى الصراعات الثنائیة التی کانت اکثر من غیرها بین جیرانها الهند و افغانستان و كان لدى كلا البلدين وجهة نظر عدائیة لإسلام أباد. و نفس هذه القضیة قد ادخلت باکستان فی الالعاب الامنیة. ورغم أن بعض المسؤولين فی البلاد حاولوا في السنوات الماضية الدخول فی ساحات جديدة عن طريق دخولهم  الی الجماعات والمؤسسات الإقليمية ، بما في ذلك منظمة شنغهاي للتعاون ، لکنه لا يزال من غير الممكن القيام بذلك رسميا..
و من ناحية ، ان المملكة العربية السعودية ، بحكم حقيقة أن باكستان كانت في فلک الغرب والولايات المتحدة خلال نظام ثنائي القطب ، ولهذا السبب ، يمكن أن يكون لها تأثير نسبي ، فقد حاولت السعودیة لجلب اسلام آباد الی ائتلافها عن طریق توفر احتياجات باكستان النفسية على المستوى السياسي والاجتماعي من أجل استغلالها فی القضایا الإقليمية و الدولیة من جهة و من جهة اخری تستخدمها کتحالف موثر علی حدود ابعد من الشرق الاوسط  وتزيد من عمق واتساع ائتلافها الاسمي. 
بالنظر إلى أن باكستان ، مثل تركيا ، لديها تاريخ طويل من حیث ان لها نفوذ عسكريا وقوة الجیش العسكرية فهذا الامر يمكن أن يلبی الاحتياجات العسكرية للمملکة العربیة السعودية. خاصة و بما أن السعوديين قاموا، خلال السنوات القليلة الماضية ، بتعزیز قوتهم من أجل النزعة العسكرية والحرب مع الجیران ، فیمکن لتجربة باكستان أن تكون مفیدة في بعض الأحيان بالنسبة لهم.
ينبغي أن لا ننسى أن باكستان فقدت اهمیتها فی نظر الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، و بعد ذلک قلیلا ما شعرت الولایات المتحدة انها فی حاجة الیها استراتیجیا. فمن ناحية ، كانت الولايات المتحدة تحاول ان تتجه الی الهند ، التي تعتبر منافسًا قويًا لباكستان ، وهناک دائمًا حرب باردة بينهما. و بهذه الطریقة تحاول لاحتواء جارتها الشرقیة ای الصین، إن أهمية الهند بالنسبة للولايات المتحدة لدرجة دعا الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما بعد سفره الی هذا البلد دعا إلى دخول  الهند مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. على الرغم من أن الآلية لهذه القضیة غير متوفرة للولايات المتحدة ؛ الا ان  مثل هذا الاقتراح يدل على أهمية استراتيجية الهند بالنسبة للولايات المتحدة. في حين أن الدعم الأمريكي لباكستان فقد بالكامل وحتى على مر السنين و مع اعلان القتال ضد طالبان و القاعدة ، قامت  بعديد من الغارات الجوية علی المناطق الحدودیة لهذا البلد. و في مثل هذه الحالة ، حاولت روسيا باستخدام هذا النهج الامریکی ان تجلب باكستان الی جانبها و من خلالها تتابع السياسات الروسية في المنطقة.  و بالتالی نشاهد ان باكستان اصبحت مهمة من جهات عدیدة، وبالنظر إلى أنها جار حدودی لایران وأن تطوراتها الداخلية تؤثر على السياسات الإيرانية ، فانها مهمة بالنسبة لطهران.  و هذا هو أحد العوامل التي جعلت المملكة العربية السعودية أكثر حساسية لهذه القضية.
مع ذلک ، نری ان الفرق و الأحزاب التقلیدیة و المعروفة في باكستان لقد لاقت فی الانتخابات بترحیب اقل من قبل الشعب ودخلت قوة جديدة في السياسة الباكستانية  و هی قوة لقد اثارت قلق الدول العربية المحافظة القريبة من الکیان الصهيوني ، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية. في الساحة الإقليمية فإن أكبر الخاسرين في الانتخابات الباكستانية هم السعودیون، لأنه مع حصول عمران خان الی رئاسة الوزراء ، فإن العملية السياسية في إسلام أباد تواجه تغييراً رئیسیا مقارنة بالماضي. و هذا فی حین، ان المملكة العربية السعودية تحاول عن طریق محمد بن سلمان المدعوم امریکیا إظهار مستوى جديد من النزعة العسكرية والأداء الأمني في تحالف مع الکیان الصهيوني والاعتماد على الولايات المتحدة من خلال إنشاء الناتو العربی.
على مدى السنوات الماضية ، كانت المملكة العربية السعودية بتكلفة باهظة ، بصرف النظر عن ضخ الدولارات النفطیة إلى طبقات باكستان السياسية والاجتماعية المختلفة - الأمر الذي تسبب أيضًا في فساد مسؤولي إسلام آباد التقليديين ، بما في ذلك حزب مسلم لیک - قد تمكنت من زيادة علاقاتها الاقتصادية مع هذا البلد وبلوغها إلى أكثر من 5 مليارات دولار سنويا. سوف يتغير هذا الامر بعد هذا ومع وصول عمران خان الی السلطة و إذا تفشل السعودیة فی التعامل مع الفریق السیاسی الباکستانی الجدید  ، وهو أمر محتمل جدًا وحتی یمکن القول بانه موکد؛ فاسلام اباد تواجه ضغوطا اقتصادية.
 لأنه لا يهم السعودیة و الولایات المتحدة من یأتي السلطة  فی ای دول اخری من خلال الانتخابات والديمقراطية ، بل المهم هو مدی تفاعل الفريق الذي دخل الساحة السياسية معهم. إذا لم يحدث مثل هذا التفاعل ، فإن السلطات السياسية في البلد وكذلك شعبه في المجال الاجتماعي يعتبرون أعداء ويمكن معاقبتهم.و من هذا المنظور، من الممكن انتظار تشکیل جبهة جديدة ضد حكومة عمران خان في السنوات القادمة.  وهذا الأمر نفسه يمكن أن يوفر وضعا للفريق السياسي الحالي -الذي يريد باكستانا جديدا- ویحدد مستقبل باکستان  بطریقة اخری مع استقلال فکری و سیاسی. وفي الوقت نفسه ، يمكن لبلدان مثل روسيا والصين  و بالنظر الی النظرة المعادیة لأمريكا ، أن تساعد عمران خان في هذا الاتجاه و هذا يعني أن الانتخابات الباكستانية لقد دفعت العالم  خطوة أخرى نحو توضيح نظام عالمي جديد تصبح فیها الولایات المتحدة ضعیفا.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@