] الحَربُ الأمريكيّة الإيرانيّة تَنتَقِل إرهاصاتها إلى العِراق.. والرئيس ترامب يتَعاطَى مَع القِيادة الإيرانيّة كما أنّها الحاكِم الفِعليّ لبغداد ويُحَمِّلها مَسؤوليّةَ أيِّ هُجومٍ على سَفارَتِها ومَصالِحها.. هَل هذا اعترافٌ مُبكِرٌ بالهَزيمة؟ ومَن هُوَ المَسؤول الحَقيقيّ عنها؟ فَتِّش عَن الجِنرال سليماني؟
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
13 September 2018 - 23:51 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 6221

الحَربُ الأمريكيّة الإيرانيّة تَنتَقِل إرهاصاتها إلى العِراق.. والرئيس ترامب يتَعاطَى مَع القِيادة الإيرانيّة كما أنّها الحاكِم الفِعليّ لبغداد ويُحَمِّلها مَسؤوليّةَ أيِّ هُجومٍ على سَفارَتِها ومَصالِحها.. هَل هذا اعترافٌ مُبكِرٌ بالهَزيمة؟ ومَن هُوَ المَسؤول الحَقيقيّ عنها؟ فَتِّش عَن الجِنرال سليماني؟

الوِلايات المتحدة تُهدِّد إيران في العِراق وسورية، وتُحذِّرها مِن أيِّ هُجومٍ على رعاياها في العِراق وفِلسطين المُحتلَّة (الإسرائيليون)، وهَذهِ التَّهديدات دَليلُ ضَعفٍ، ليس دليل قُوّة، وهِي ليست جديدة على أيِّ حالٍ، وما لا تُدرِكه السيدة هايلي ورئيسها ترامب أنّ هُناك سِتَّة آلاف جُنديّ أمريكيّ في العِراق، وألفَين آخَرين في سورية، وهَؤلاء بمَثابَة رهائِن يعيشون تَحتَ رحمَة القُوّات الإيرانيّة والفَصائِل العِراقيّة الأُخرَى التَّابِعةِ لطِهران.
الحَرب الإيرانيّة الأمريكيّة بَدأت تَنتَقِل بشَكلٍ مَلحوظٍ إلى السَّاحةِ العِراقيّة، وباتَت الحُكومة الأمريكيّة تتعاطَى مع نَظيرَتها الإيرانيّة كما لو أنّها هي الحاكِم الفِعليّ للعِراق.
ما يَدفَعُنا إلى هذا الاستنتاج التَّحذيرُ الرسميّ الذي صَدَرَ عن البيت الأبيض أمس الذي يُحَمِّل الحُكومة الإيرانيّة المَسؤوليّة الكامِلة عن أيِّ هُجومٍ قد تَشُنُّه ميليشيات تَدعَهما طِهران ضِد رعايا، أو مصالح أمريكيّة في العِراق، وقالت الرئاسة الأمريكيّة "أنّه خِلال الأيّام القليلةِ الماضِية شَهِدنا هجماتً خطيرةً في العِراق لا سِيّما ضِد قُنصليّة الوِلايات المتحدة في البصرة وضِد مجمع السِّفارة (في المِنطَقة الخضراء) في بغداد وأنّ إيران لم تفعل شيئًا لوقف هَذهِ الهَجَمات التي شنَّها وُكلاؤُها الذين مَوَّلتهم وسلَّحَتهم”.
لا نُجادِل مُطلقًا في هَذهِ الصَّحيفة "رأي اليوم” بأنّ لإيران نُفوذٌ كبيرٌ، إن لم يَكُن الأكبَر في العِراق، وأنّ الجِنرال قاسم سليماني، قائِد فيلق القُدس في الحَرس الثَّوريّ الإيرانيّ، هو صانِع المُلوك في بغداد، وكان مُهندِس عمليّة إفشال استفتاء الاستقلال الذي أجراهُ السيد مسعود البارزاني في كُردستان العِراق، ولَعِب الدَّور الأبْرَز في تأسيس قُوّات الحشد الشعبيّ وغَيرِها من الفَصائِل المُقاتِلة التي خاضَت حَربًا شَرِسَةً لإنهاءِ وجود "الدولة الإسلاميّة” أو "داعش” في المُوصل والمُدن العِراقيّة الأُخرَى، ويُرَكِّز جُهوده حاليًّا لتَأسيس الحُكومة العِراقيّة الجَديدة، ولكن يعود الفَضل في هذا النُّفوذ الإيرانيّ المُتصاعِد إلى الغزو الأمريكيّ للعِراق قبل 15 عامًا، ولا نَعتقِد أنّ الإدارة الأمريكيّة تَعترِف بهَذهِ الحَقيقة وتَستَمرّ في المُكابَرة.
اتِّهام بيان البيت الأبيض لـ”وُكَلاء” إيران بالوُقوف خلف الهُجوم على القُنصليّة الأمريكيّة في البَصرة ينطَوِي على الكَثير من السَّذاجة، لأنّ القُنصليّة الإيرانيّة في المدينة نفسها تعرَّضت للحَرق من قِبَل المُنتَفضين، الذين ردَّدوا شِعاراتٍ مُناوِئَةٍ لإيران، وهاجَموا مكاتب ومقرّات الأحزاب التي تَدور في فُلكِها، حتى أنّ بعض الأصوات العِراقيّة اتَّهَمت الوِلايات المتحدة والسعوديّة بالوقوف خَلف هذا الهُجوم.
الحقيقة التي من الصَّعب تجاوُزها أو إنكارها أنّ الوِلايات المتحدة التي خَسِرت أكثر من ترليونيّ دولار في حَربِها على العِراق حتّى الآن، وانسَحَبت مِنه مَهزومةً، خَسِرت أيضًا مرحلة ما بَعد الانسحاب لمَصلَحة أنصار إيران، وحُظوظ مُرشَّحها الرئيسيّ لتَشكيل الحُكومة العراقيّة المُقبِلة السيد حيدر العبادي تتراجَع بشَكلٍ مُتسارعٍ بالمُقارنة مع التَّكتُّل السِّياسيّ الذي تَقِف خلفه حُلَفاء إيران، ونَسجِ خُيوطِه بإحكام الجِنرال سليماني الذي يَقضِي مُعظَم أوقاتِه في بغداد هَذهِ الأيّام.
الهُجوم الشَّرِس الذي شنَّته اليوم الخميس السيدة نيكي هايلي، مَندوبة أمريكا في الأُمم المتحدة على إيران، وهدَّدتها بحِصارٍ أمريكيٍّ خانِقٍ تَكتَمِل حلقاته في تشرين ثاني (نوفمبر) عندما يَدخُل المرحلة الثَّانِية الأخطَر، أي مَنع الصَّادِرات النِّفطيّة، هذا الهُجوم لن يُغَيِّر كثيرًا مِن الواقِع على الأرض، أي اتِّساع النُّفوذ الإيرانيّ في مِنطَقة الشرق الأوسط سِياسيًّا وعَسكريًّا في مُقابِل انكماشِ النُّفوذ الأمريكيّ.
الوِلايات المتحدة تُهدِّد إيران في العِراق وسورية، وتُحذِّرها مِن أيِّ هُجومٍ على رعاياها في العِراق وفِلسطين المُحتلَّة (الإسرائيليون)، وهَذهِ التَّهديدات دَليلُ ضَعفٍ، ليس دليل قُوّة، وهِي ليست جديدة على أيِّ حالٍ، وما لا تُدرِكه السيدة هايلي ورئيسها ترامب أنّ هُناك سِتَّة آلاف جُنديّ أمريكيّ في العِراق، وألفَين آخَرين في سورية، وهَؤلاء بمَثابَة رهائِن يعيشون تَحتَ رحمَة القُوّات الإيرانيّة والفَصائِل العِراقيّة الأُخرَى التَّابِعةِ لطِهران.
أمريكا خَسِرت العِراق، وباتت على وَشكِ أن تَخسَر حُروبَها ونُفوذَها في سورية وليبيا واليمن وأفغانستان، بفَضل غطرسَتِها، وسِياساتِها العُنصريّة الغَبيّة، وتَهديداتِها التي نَسمَعها بين الحِين والآخَر، تأتِي من جَرّاء الألَم النَّاجِم عَن هذا الفَشَل.

"رأي اليوم”
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@