نظرة علی الاستراتيجية الروسية في المنطقة بعد تسليم S - 300 إلى سوريا

موقع البصیرة / محمدرضا بلوردي

كان أداء الکيان الصهيوني في حادث انهيار طائرة IL-20 الروسية بشکل قد اتخذت اتخذ المسوولون الروس في الآونة الأخيرة ،  موقفاً حاداً ضد عمل تل أبيب وفي الوقت نفسه ، أصرواعلى أنهم يعتزمون تسليم منظومة الصواريخ S-300 الخاص بهم إلى سوريا ، من أجل منع مثل هذه الأعمال، قضية أعقبها رد فعل الولايات المتحدة وإسرائيل و قد تم تقييمه کاجراء خطير.

ان تحرك روسيا لتسليم منظومة S-300 ، وكذلك المعدات المتعلقة بالحرب الإلكترونية إلى سوريا ويطرح السؤال عما إذا كانت موسكو تعتزم الاستفادة من قضية اسقاط طائرتها ومقتل 15 عسکريا روسيا في محاولة لتغيير استراتيجيتها في الشرق الأوسط و هذا هو العمل الذي  کان قد تم  في السابق ايضا، و اسقاط  طائرة سوخوي  23  الروسية من قبل تركيا في نهاية المطاف ادت الی ابتعاد هذا البلد من الأمريكيين بشکل جزئي و نسبي واقترابه الی موسکو حول القضايا المتعلقة بسوريا  والتحرك نحو المصالح الاستراتيجية للبلاد.

وبالنظر إلى ما قيل، هناك بعض النقاط التي يجب ملاحظتها حول سياسة روسيا في المنطقة والتوتر بين هذا البلد و الکيان الصهيوني:

- لا يمكن توقع أن تغير أفعال روسيا الأخيرة بشكل جذري إستراتيجية هذا البلد في سوريا وتجاه إسرائيل لأن العلاقة بين موسكو وتل أبيب كانت دافئة و لن تتغير بشکل کبير مع اسقاط الطائرة وحتى مقتل 15 عسکريا ، سواء کان متعمدا أو تم التقاعس في هذا السياق.

- في حين دخلت روسيا الحرب على قضية الإرهاب في سوريا ، لکنها لم تتدخل في النزاع بين إيران وسوريا وحزب الله مع الکيان الصهيوني وقد قامت بفصل بين هاتين المسالتين، لذلک لا يمکن ان نتوقع استخدام منظومة s300 - التي من المقرر ان تدخل سوريا - ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية بشکل يدعم نفوذ إيران وقدرات حزب الله في سوريا و يساعد في تعزيزها.

- روسيا تسعى لنشر المعدات المطلوبة في الشمال وفي المناطق الساحلية من سوريا ولا تولي اهتماما كبيرا للمناطق المركزية التي هي جزء من مناطق نفوذ للجمهورية الإسلامية وحزب الله موجود فيها ايضا لأنها لا تنوي أن تکون طرفًا في الصراع مع إسرائيل.

أن العناصر المذکورة اعلاه تشير الی ان استراتيجية روسيا في سوريا لن تتغير كثيراً ، لكن في الوقت نفسه ، يمكن اعتبار تصرفات موسكو الأخيرة رسالة واضحة إلى تل أبيب کي يضطر هذ الکيان علی التزام  ادق باتفاقه مع روسيا في المستقبل. ولا يتخذ إجراءات ضد طائراتها في المجال الجوي الروسي.

- كما يتضمن أداء روسيا رسالة أخرى و هي ان موسکو ستظل محايدة في الصراع بين محور المقاومة و الکيان الصهيوني، و ستکون علي اتصال مع الجانبين حتى تتمكن من التحرك نحو تحقيق مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وتتعامل مع الناتو والولايات المتحدة.

الترجمة: میترا فرهادي