] العراق.. انتصارجديد للإسلاميين
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
12 October 2018 - 23:30 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 6307

العراق.. انتصارجديد للإسلاميين

إن نتيجة الانتخابات و انتصار تيارات اسلامية معروفة و متماشية مع الثورة الاسلامية مرة اخري، و لاسيما تشكيل کتلة المقاومة، كان ينبغي أن تحبط الجبهة الغربية العربية. لكن هذه الجبهة، و من خلال النظر إلى بعض الاختلافات واستخدام الناس في كل طيف، حاولت منع الحركة الطبيعية لجبهة المقاومة والاسلاميين في العراق.
موقع البصیرة / سعدالله زارعي
في سياق حركة الإسلاميين  التي بدات في المنطقة وفي أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كان العراق النقطة الأولى التي اعتبر "التغيير السريع فيها" نهائياً في مجال تقييم المعلومات و السياسة. ومن ثم ، فإن الغرب والدول التابعة للولايات المتحدة في المنطقة على الرغم من الاختلافات المتنوعة التي حدثت لها مع نظام البعث في العراق و قد حاولت قبل ذلک، مرارا و تکرارا للاطاحة بهذا النظام، الا انها لم تتردد في أن تدعم  هذا النظام بشدة و بأي ثمن امام موجة الإسلاميين. كما اتخذت إجراءات غير مسبوقة.  و بعض الأمثلة على هذه الإجراءات كانت إيداع الجزر الثرية " وربه" و "بوبيان"  في الکويت للعراق تأجير الطائرات العسكرية و تسویة كل الدیون العراقية إلى الدول العربية والغربية، والتي بلغت حوالي 70 مليار دولار.
لكن ارادة الله سبحانه وتعالى كانت الإطاحة بصدام حسين من جانب الجبهة العربية الغربية نفسها، في "تقييم أحمق" وتمهيد الطريق لحركة الإسلاميين في العراق بهذه الطريقة. و تمت الإطاحة بصدام حسين من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا بعد الاستيلاء التام علي الکويت وتهديد السعودية، لكن الأمريكيين اعتقدوا أن "فراغ السلطة" في العراق سيعطيهم الفرصة ليحکموا هذا البلد لعقود ،  او حتى كما قال «هنري كيسنجر» ، لمدة 100 عام على الأقل بدون وسطاء. وبالتالي ، بإعادة بناء مناسبات القرن التاسع عشر ، منحت الولايات المتحدة مارشال «جي غارنر» لقب "الحاكم العسكري العراقي". و انه في اوائل عمله لم يقدر اي شخصية عراقية. و کان يعتقد انه لا احد يمنعه. و في هذه الفترة ، لم تكن المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة تشعر بالخجل فحسب، ليس فقط إزاء حقيقة أن العراق احتلها الاحتلال العسكري اللامحدود للولايات المتحدة وبريطانيا، بل تکبدت أيضا  بعض تكاليفها.
 لکن حرکة الاسلاميين لم تتوقف في العراق  و بدات عملها مباشرة بعد سقوط صدام حسين من أجل تعطيل الخطة الأمريكية التي کانت مقدمة للتغييرات الامريکية في الشرق الأوسط. وبما أن هناک کانت اسبابا جدية لهذه الحرکة بين الشعب العراقي ، فقد جلبت اول حکومة عراقية  للعمل خلال 14 شهرًا بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق. و انتهت هذه الحكومة مع تشكيل "حكومة مقاتلة" يقودها المفكر الشيعي الدكتور إبراهيم جعفري ، بعد حوالي 9 أشهر.
لكن انتخاب المجلس التشريعي الرابع في العراق ، الذي عُقد في 22 مايو ، قد حول العراق مرة أخرى إلى مسرح الجدل بين جبهتي الإسلاميين والغربيين. فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها ، من خلال تقديم شعارات مضللة مثل القومية بدلاً من الإثنية ،- التي كانت تهدف إلى إزالة اللون الشيعي للحكومة العراقية- و  شعار حل سبل العيش بمساعدة الدول الغنية في المنطقة، بدات في التحرک داعية كل مجموعة عراقية على حدة إلى الرياض لتقديم وعودها بشکل نهائي. وخلال انتخابات أيار (مايو) ، حسب ما قالت وكالة المخابرات العراقية ، صرفت ما بين مليوني وثلاثة ملايين دولار للوصول إلى كل مقعد في البرلمان.
من وجهة نظرهذه الدول ، فإن الخلافات الداخلية بين الأحزاب الشيعية  و الميل الي الشوون العالمية  قد وفرت الارضية لتغيير العراق من دولة تميل الي "المقاومة" إلى حکومة تابعة. و لذلک استخدمت هذه الدول کل قواتها و قدراتها في هذا المجال. إن نتيجة الانتخابات و انتصار تيارات اسلامية معروفة و متماشية مع الثورة الاسلامية مرة اخري، و لاسيما تشكيل کتلة المقاومة ، كان ينبغي أن تحبط الجبهة الغربية العربية. لكن هذه الجبهة ، و من خلال النظر إلى بعض الاختلافات واستخدام الناس في كل طيف ، حاولت منع الحركة الطبيعية لجبهة المقاومة والاسلاميين في العراق.
على الرغم من أن الأمر استغرق أربعة أشهر منذ الانتخابات في 22 مايو إلى وقت انتخاب رئيس الوزراء في 10 اکتوبر ، لكن في نفس الوقت ان انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان وانتخاب برهم صالح للرئاسة و "عادل عبد المهدي" لرئيس الوزراء و علاقة "قريبة جدا" بين هؤلاء الاشخاص الثلاثة  و جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية ،لقد أظهر أنه مرة أخرى فقدت جبهة مترفين لونها امام الثورة الإسلامية. و تم الكشف عن عمق هذا الموضوع بكلمات رئيس البرلمان العراقي ، الحلبوسي. وخلال أول اتصال بينه وبين مسؤول في البرلمان الإيراني ، قال الحلبوسي: "ان المسؤولين العراقيين الجدد يعتبرون أي ضغوط أو عقوبات اقتصادية ضد إيران الإسلامية قاسية وسیقفون ضدها".

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@