الکیان الصهیونی و تداعیات قضیة خاشقجی

موقع البصیرة / محمدرضا بلوردی

ان قصة الصحفی الناقد للحکومة السعودیة، جمال خاشقجی، اصبحت واحدة من اکثر الاخبار ملحوظة صحفي في وسائل الإعلام والدوائر السياسية لمدة ثلاثة أسابيع وستکون هناك العديد من ردود الفعل فیما یتعلق بالإجراءات المحتملة من قبل دول مختلفة إذا اثبتت ان المملکة العربیة السعودية متورطة فی قتله. في غضون ذلك ، أقام الکیان الصهيوني علاقات أوضح مع السعوديين في السنوات الأخيرة ، و خاصة بعد وصول حكام جدد في السعودية وولي العهد محمد بن سلمان الی السلطة. و من خلال  خلق الرعب من ایران یأمل في حل قضاياه مع الغالبية العظمى من الحكومات العربية والحفاظ على قضیة فلسطين بشكل دائم فی الارشیف.

لكن ما يقلق الصهاينة في الأيام والأسابیع الأخيرة هو التأثير المحتمل لقضية خاشقجی على نوع النظرة الی محمد بن سلمان في الولايات المتحدة. حیث أنه إذا اضطرت واشنطن لتغيير سياستها تجاه الرياض تحت تاثیر قضایا، فإن هذا التغییر سیؤثر أيضاً على العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وهو تحد يمكن أن يحقق نتائج تتعارض مع توقعات المسؤولين الإسرائيليين وهذا أمر صادق عليه العديد من الشخصيات في إسرائيل.

دوري غولد ، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية و من نواب رئیس الوزراء الصهیونی، بنیامین نتانیاهو یوکد ان قضیة خاشقجی یمکن ان تعرض مصالح اسرائیل للخطر. لأنه من الممکن ان ینهار التوازن الاستراتيجي فی المنطقة تحت تاثیر هذه القضیة. وبحسب هذا المسئول الإسرائيلي ، فإن قضية خاشاخجي قد تؤدي إلى إضعاف النظام بقيادة بن سلمان و تعزيز موقف إيران. وتستطيع إيران استخدام هذا لخلق فجوة بين الغرب والمملكة العربية السعودية.

في نظر المسؤولين والمحللين الإسرائيليين ، يمكن أن يؤدي ضعف المواقف السعودية في واشنطن إلى تقليص قدرة الکیان الصهيوني على السيطرة على ما يسمونه تهديد إيران و في نفس الوقت یودی الی تقليل التعاون بين الرياض وتل أبيب و یسبب فشل اسرائیل فی  استخدام الدور الذي مارسه محمد بن مسلم في ممارسة الضغط على الفلسطينيين و اجبارهم علی منحهم المزید من الامتیازات السیاسیة.

إن إضعاف موقف المملكة العربية السعودية في واشنطن سيقوض جهود إسرائيل لجذب الانتباه إلى ما تسمیه المشروع النووي الإيراني والتهديدات التی تشکلها. و من وجهة نظر المحللين الإسرائيليين ، يمكن أن تفشل قصة خاشقجی الجهود الدبلوماسية السعودية وراء الکوالیس والإجراءات الإسرائيلية.

ان مصدر قلق آخر لإسرائيل هو فقدان الفرص المکتسبة من خلال الائتلاف الاستخباراتی العسکری العربي الإسرائيلي ضد إيران لهذا الکیان. کما أن القرارات التي اتخذتها بعض الشركات الكبيرة والشخصيات العالمية لمقاطعة مؤتمر "دافوس الصحراء" ، المقرر عقده في 23 أكتوبر في الرياض ، يمكن أن تقوض المصالح السياسية والاقتصادية الإسرائيلية.

نهاية القصة هي أن قضية خاشقجی تذكرنا بموقفه ضد تطبيع العلاقات بين النظام الصهيوني والمملكة العربية السعودية وقضية "صفقة القرن". وکان خاشقجي قد تحدث مرارًا عن الاستياء الداخلي من تطور العلاقات بين الرياض وتل أبيب و ذکر انه الرغم من هذا الاستياء ، فإن الحكومة السعودية لديها نزعة لإقامة علاقات مع إسرائيل ، حتى يمكنها استخدام التأثير الفعال لإسرائيل على المنطقة وإبعاد إيران عن سوريا. و من ناحية أخرى ، اعتقد خاشقجي أن ما أطلق عليه "صفقة  القرن" والرئيس الأمريكي دونالد ترامب  يسعى للترويج له، یسبب تقدیم صورة سیئة من المملکة العربیة السعودیة.و في غضون ذلك ، كان الناقد السعودي متشككًا في قدرة إسرائيل و جدیتها  لمساعدة السعودية علی التعامل مع النفوذ الاقلیمی المتنامی لجمهوریة ایران الاسلامیة.