] قطر والسعوديّة.. من حاصر من في النهاية؟
الرئیسیة >>  عمومی >> المواضیع الاخیرة
29 October 2018 - 09:53 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 6389

قطر والسعوديّة.. من حاصر من في النهاية؟

فما حصل مع خاشقجي كان اختباراً صعباً لولي العهد محمد بن سلمان حاولت بعض الدول المتحالفة معه أن تنقذه من الموقف لكن محاولاتها باءت بالفشل نظراً لبشاعة الحادثة لدرجة أن أقرب حلفاء السعودية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار بأصابع الاتهام نحو محمد بن سلمان محمّلاً إياه مسؤولية ما جرى مع خاشقجي، ليبقى ابن سلمان وحيداً دون سند هذه المرة حتى المال لم يسعفه بسهولة للخروج من هذه الورطة التي لا تزال تهدد وصوله إلى العرش.

حادثة خاشقجي كان لها تأثير أيضاً على العلاقات الخليجية لاسيما بين قطر والسعودية، حيث غازلت الأخيرة قطر في عدة مناسبات خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن وصلت الأمور بينهما إلى مرحلة معقّدة يصعب حلها، والسؤال كيف حاولت السعودية التقرّب من قطر ولماذا؟!

قبل يومين قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في منتدى حول شؤون الشرق الأوسط إن تركيا دولة صديقة لبلاده، وإن التنسيق العسكري بين الدول الخليجية - بما فيها قطر - لم يتأثر بتوتر العلاقات مع الدوحة، فيما نفى وجود علاقة بين الرياض و"إسرائيل".

وقال الوزير السعودي: "التعاون الأمني مع قطر مستمر وتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي لن يتأثر بالخلاف الدبلوماسي"، وذلك خلال مشاركته في أولى جلسات اليوم الثاني لمؤتمر "حوار المنامة" في البحرين، وأضاف: "محادثات تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في السعودية شارك بها مسؤولون قطريون"، مشيراً إلى أن مناقشات تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي مستمرة وتركز على وضع إطار عمل.

لم يتوقف الحديث بشكل إيجابي عن قطر عند وزير الخارجية السعودي بل تم الحديث في نفس السياق على أعلى مستوى في السعودية، فالأربعاء الماضي تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشكل إيجابي عن قطر للمرة الأولى منذ المقاطعة المستمرة منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017.

وقال ابن سلمان: " إن قطر تمضي بنجاح في خططها الاقتصادية، وإن ثمار ذلك النجاح ستظهر بعد خمس سنوات"، مضيفاً في لقاء ضمن مؤتمر "مستقبل الاستثمار" بالرياض: إن "دولاً محيطة بنا تسير بنجاح في خططها الاقتصادية، بما فيها قطر".

وتابع ابن سلمان: "قطر تمتلك اقتصاداً قوياً، ورغم خلافنا معها، لكنها ستكون مختلفة بعد 5 سنوات".

لماذا كل هذا التقرب؟!

أولاً: من الطبيعي جداً أن تمضي السعودية في هذا الاتجاه بعد أن خسرت جميع أوراقها وفشلت في تنفيذ مشاريعها في الداخل والخارج بعد سلسلة المغامرات الفاشلة التي خاضها ولي العهد، وبالتالي وصلت السعودية إلى مرحلة بدأت تشعر فيها بالعزلة ناهيك عن تهديدات ترامب التي زاد تواترها خلال الفترة الماضية.

طبعاً السعودية تعلم جيداً أن خلافها مع قطر كان سيئاً للغاية وأن حججها في حصار هذه الدولة الجارة كان خطأ لا يغتفر خاصة أنه تم بناءً على حجج غير مقنعة، وبعد أن خرجت قضية خاشقجي للإعلام وقاطعت أغلب دول العالم وشركاتها مؤتمر "دافوس الصحراء" وجدت السعودية نفسها بحاجة لكسر الجليد مع قطر بعد أن وجدت أن حصارها لقطر غير مجدٍ.

ثانياً: السعوديّة حاصرت قطر اقتصادياً ومع ذلك لم تنجح، لكن قطر نجحت في حصارها سياسياً فبعد بروز قضية خاشقجي للعلن استغلت قطر الحدث لمصلحتها وبدأت بنقل ما جرى مع خاشقجي بأدق التفاصيل ولحظة بلحظة عبر جميع قنواتها الإعلامية المحلية والتي تموّلها في الخارج، في غضون ذلك، كشف الخبير البريطاني اندرياس كريج، المستشار السابق في الجيش القطري، لصحيفة الإكسبرس اللندنية أنه من غير المفاجئ أن تسعى قطر للاستفادة بشكل مباشر وغير مباشر مما يحدث بعد وفاة خاشقجي، موضحاً بأن النظام القطري سيستغل تداعيات مقتل الصحفي السعودي في محاولة إقناع الرأي العالمي والمشككين بأن الدوحة كانت ضحية لمقاطعة السعودية والدول الأخرى لها في محاولة يائسة لتغيير صورتها التي تكشّفت أمام الرأي العام الدولي، بدعم قطر للمتطرفين والجماعات الإرهابية.

وبهذا يمكننا القول إن قطر نجحت حتى إعلامياً في حصار السعودية وإحراجها وهذا أعطى النظام القطري حرية ومساحة أكبر للتحرك ضد السعودية وإقناع الرأي العام العالمي بأن المشكلة في الأزمة الخليجية سببها السعودية وبهذا كسبت نقاطاً أكبر في هذه الجولة لمصلحتها.

طبعاً السعودية غاضبة جداً من التغطية الإعلامية القطرية لقضيّة خاشقجي ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال ذلك وبما أن السلطات السعودية نفسها اعترفت بمقتل خاشقجي في قنصليتها، وبالتالي لم يبقَ أمامها سوى معاتبة قطر والحديث عن تحريضها الإعلامي ولكونها تعلم أن هذه الطريقة لن تجدي نفعاً لجأت إلى التودد إلى قطر علّها تخفف من الهيجان العالمي ضدها.

ثالثاً: قطر تتعاطى مع السعوديّة كالبقرة التي وقعت على الأرض، فتريد ذبحها انتقاماً للحصار، ورغم التودد الحالي من طرف السعودية إلا أن هذا لا يعني إطلاقاً أن المشكلة ستحلّ بهذه السهولة، وحتى لو حصلت أي مصالحة ستبقى العلاقات كالنار تحت الرماد.

المصدر: الوقت
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@