ما هو أسباب قرار مجلس الشيوخ الامريکي حول إنهاء دعم الولايات المتحدة السعودية في الحرب اليمنية؟

موقع البصیرة / محمدرضا مرادي

كانت الولايات المتحدة شريكة في جرائم المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الأربع الماضية في اليمن، بحيث تكون آثارها واضحة تمامًا في الجرائم السعودية في اليمن، ولكن بعد ما يقرب من أربع سنوات من الدعم الأمريكي الشامل لجرائم النظام السعودي، صادق مجلس الشيوخ الامريکي على قرار يدعو إلى إنهاء الولايات المتحدة لدعم السعودية في الحرب اليمنية، و ان القرار المذکورالذي تمت الموافقة عليه مع 56 صوتًا لصالحه مقابل 41 صوتًا معارضا له، لقد أعطى حكومة ترامب 30 يومًا لسحب جميع القوات الأمريكية المتورطة في الحرب اليمنية من هذا البلد، وهذه هي المرة الأولى التي يرعى فيها أحد مجلسي الكونجرس الامريکي الامريکي قرارًا بسحب القوات الأمريكية من حرب لم يوافق عليها الكونغرس. كما يدعو قرار مجلس الشيوخ البيت الأبيض إلى الحصول علی اذن من الکونغرس لمواصلة تواجد القوات التي تقاتل في اليمن مع الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة. في الواقع ، اعتماد هذا القرار هو إخفاق للمملكة العربية السعودية.

 ولكن ما هو غرض أعضاء مجلس الشيوخ  من الموافقة علی هذا القرار؟  و تجدر الاشارة الی ان الولايات المتحدة  لقد لعبت دورًا في الحرب اليمنية بعدة طرق خلال السنوات الاربعة الماضیة، وكان احد هذه الطرق هو تزوید مقاتلي التحالف السعودي في اليمن بالوقود، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مؤخراً أن تكاليف الوقود و تزويد التحالف العربي بقيادة السعودية بالوقود لقد تم حسابها، ومن المتوقع أن تطالب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بمبلغ 331 مليون دولار، بالإضافة إلى ذلك كان بيع انواع القنابل إلى السعودية أحد الأمثلة على تورط الولايات المتحدة في الحرب اليمنية. و بعد غارة جوية سعودية على حافلة تقل الطلاب في سوق في منطقة ضحيان بمحافظة صعدة وفي آب / أغسطس عام 2018، استشهد 40 شخصا و  اصيب 77 آخرون و في اعقاب هذا الهجوم ، أعلنت مصادر إعلامية في اليمن عن وجود بقايا قنابل أميركية في موقع الهجوم المروع للتحالف العدوان السعودي على حافلة تقل الطلاب اليمنيين.

وأعلنت قناة CNN الامريکية  في تقرير مخصص حول هذه المسألة أن القنبلة التي قتلت 40 طفلاً يمنيًا هي من طراز MKM 82 ومصنوعة من قبل مصانع  شرکة لوكهيد مارتن الأمريكية، ووفقاً لـ CNN فإن هذه القنبلة من نفس النوع الذي استخدمته قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية خلال غارة جوية على جنازة في أكتوبر / تشرين الأول 2016 والتي أدت إلى موت 155 يمنيًا، و في وقت سابق، في مارس 2016، تم استخدام قنبلة مماثلة ايضا في الغارة الجوية علی سوق محلي مما أسفر عن مقتل 97 شخصا، و في عام 2016، أكدت الولايات المتحدة أنها زودت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفرنسا والعراق بقنابل "أم كي 82". وهناك قضية أخرى هي أن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في تقرير أن الجيش الأمريكي ارسل مجموعة من عشرات الأشخاص من قوات جرين بريت الخاصة (القبعة الخضراء) إلى اليمن الى الحدود السعودية مع الیمن في أواخر عام 2017، وساعدت كوماندوس الجيش الأمريكي في تحديد الموقع وتدمير مخابيء صواريخ"أنصار الله" في اليمن، والتي کانت تستخدم لمهاجمة الرياض ومدن أخرى في المملكة العربية السعودية.

في الواقع ، تسعى الولايات المتحدة للهروب من هذه الحقيقة مع الوثائق التي تمثل وتثبت مشاركة هذا البلد في الجرائم ضد الشعب اليمني. و بالطبع ، يعتقد بعض الخبراء أن قرار مجلس الشيوخ هذا هو أيضًا نوع من اللعبة مع الرأي العام و غير حقيقي. لأن دونالد ترامب يمكنه بسهولة نقضه. کما ازداد الضغط العالمي على ولي العهد السعودي،بن سلمان بعد اغتيال جمال خاشقجي والآن يعرفه الجميع كمجرم حرب ، وهذا سيكلف الولايات المتحدة. لذلك ، من هذا المنطلق ، يعتزم مجلس الشيوخ الأمريكي تعزيز حدوده مع المملكة العربية السعودية في اليمن من أجل استعادة صورة الولايات المتحدة لدی الرأي العام. و حتى لو كان قرار مجلس الشيوخ الأمريكي غير حقيقي ویعتبر نوع من اللعبة مع الرأي العام ، فهذه هزيمة كبيرة للمملكة العربية السعودية کذلک.