] السعودية وسلسلة متكررة من انتهاكات وقف إطلاق النار في اليمن
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
03 January 2019 - 08:54 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 6570

السعودية وسلسلة متكررة من انتهاكات وقف إطلاق النار في اليمن

أن المملكة العربية السعودية تعتبر نفسها خاسرة في محادثات استوكهولم، فلهذا السبب انها تسعی الی عرقلة تنفیذ الاتفاقات لهذه المفاوضات و تحاول إجبار أنصار الله على الرد من خلال هجماته المتفرقة علی الحدیدة لتتمکن مع المناورة الاعلامیة من تعریف ثوار الیمن کعامل رئیسي لخرق الهدنة، ان المملكة العربية السعودية ما زالت تدرس حلًا عسكريًا للأزمة اليمنية وهو حل فشل تمامًا خلال السنوات الأربع الماضية.
موقع البصیرة / محمدرضا مرادي
في الآونة الأخيرة وافق وفد صنعاء ووفد الرياض على عدد من القضايا بما في ذلك تنفيذ وقف إطلاق النار في الحديدة من خلال المشاركة في مفاوضات ستوكهولم في السويد وهي اتفاقية لا تلتزم بها الرياض، وعلى الرغم من إطلاق وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، 18 ديسمبر، يواصل التحالف السعودي انتهاك وقف إطلاق النار، و في الواقع لم تتوقف هجمات التحالف السعودي في ذروة محادثات السلام اليمنية في السويد، وحاولت ميليشيات التحالف السعودي الإماراتي على مختلف الجبهات التغلب على  عملية المفاوضات بطريقة و من خلال التقدم وتحقيق الانتصارات و التي بطبيعة الحال لم تنجح، ولم تتوقف هذه الهجمات مع نهاية هذه العمليات فحسب بل زادت أيضًا، ففي نفس المجال و في الآونة الأخيرة قال متحدث باسم القوات المسلحة اليمنية في مؤتمر صحفي إن التحالف السعودي انتهك وقف إطلاق النار223 مرة منذ بِدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الحديدة، و تم تكرار هذه المشكلة في الأيام التالية لكن ما هو سبب وقف إطلاق النار في الحديدة من قبل التحالف السعودي و ما هي الأهداف التي تتبعها الرياض من هذه الخطوة؟ 
 للإجابة على السؤال لماذا انتهكت المملكة العربية السعودية اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدةً، عليك اولا أن تنظر إلى شروط اتفاقية ستوكهولم، و في الواقع السبب الرئيسي لعدم عقد المحادثات على مدى العامين الماضيين يعود الی المعارضات و التخريب من قبل الرياض ولأنها لم تتمکن من الحصول على ورقة فوز لا في المشهد الميداني ولا في المشهد السياسي و لهذا السبب كانت خائفة من إجراء مفاوضات دون ورقة الفوز،  لكن سلسلة من العوامل أجبرت الرياض على الموافقة على إجراء محادثات في ستوكهولم، إن الضغوط العالمية على المملكة العربية السعودية بسبب مقتل جمال خاشقجي جعلت المملكة غير قادرة علی معارضة المطالب الدولية لعقد محادثات اليمن، لكن موافقة السعودية على إجراء محادثات تحت ضغط دولي كانت صعبة للغاية، وقد عرفت الرياض کخاسرة في محادثات ستوكهولم لعدة اسباب،‌ و لقد کان احد المطالب الرئيسية للتحالف السعودي هو احتلال صنعاء، لكن وجود أنصار الله كوفد صنعاء في المفاوضات السويدية هو نهاية هذا الجهد السعودي الفاشل، وقد صرحت السعودية مراراً وتكراراً بأن أنصار الله ستصبح النسخة الثانية لحزب الله في لبنان إذا كانت قوية، لهذا السبب حاولت السعودية إبعاد أنصار الله من صنعاء ونزع سلاحها و كان الهدف الآخر للمملكة على مدى السنوات الأربع الماضية هو تحديد أنصار الله كجماعة إرهابية ومتمردة في العالم، لاشك أن الرياض کانت تنوي بهذه الطريقة منع اضفاء شرعية لأنصار الله و تجدر الاشارة الی انه كان الهدف الآخر للسعودية خلال الأشهر الستة الماضية  وضع أنصار الله في نوع من المازق الامني و السياسي مع احتلال ميناء الحديدة، و في الواقع أظهرت دراسة رغبات وأهداف التحالف السعودي على مدى السنوات الأربع الماضية أن هذا التحالف سعى إلى احتلال صنعاء، ورفض أنصار الله، و تحدید انصارالله کحرکة غير شرعية، واستعادة منصور الهادي إلى السلطة واحتلال 
الحديدة.
لكن محادثات ستوكهولم أظهرت أن التحالف السعودي لم يحقق أي من أهدافه خلال السنوات الأربع الماضية؛ لا تزال صنعاء في يد الثوار اليمنيين ولا يمكن للمملكة العربية السعودية الفوز بهذه المنطقة،  كما تم الإعلان عن الحديدة کمنطقة مدنية وفقا لاتفاقية ستوكهولم ولا تستطيع السعودية احتلالها، لكن السبب الأهم لانتصار أنصار الله في المفاوضات السويدية يعود الی حصول انصار الله علی الشرعية الدولية،‌ و في الواقع ان المملكة العربية السعودية وحتى بعض الموسسات الدولية اعترفت أنصار الله كجماعة متمردة وغير شرعية، لكن وجود أنصار الله في المحادثات الرسمية للسويد كممثل رسمي لصنعاء يظهر قبول أنصار الله من قبل المجتمع الدولي، وهذا هو أكبر إنجاز لمفاوضات أنصار الله.
باختصار، أن المملكة العربية السعودية تعتبر نفسها خاسرة في محادثات استوكهولم، فلهذا السبب انها تسعی الی عرقلة تنفیذ الاتفاقات لهذه المفاوضات و تحاول إجبار أنصار الله على الرد من خلال هجماته المتفرقة علی الحدیدة لتتمکن مع المناورة الاعلامیة من تعریف ثوار الیمن کعامل رئیسي لخرق الهدنة، ان المملكة العربية السعودية ما زالت تدرس حلًا عسكريًا للأزمة اليمنية وهو حل فشل تمامًا خلال السنوات الأربع الماضية.

الترجمة: ميترا فرهادي
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@