] الدبلوماسية من أجل السلام والأمن في محادثات مع طالبان
الرئیسیة >>  عمومی >> تیتر یک
08 January 2019 - 09:02 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 6584

الدبلوماسية من أجل السلام والأمن في محادثات مع طالبان

تواجه الولايات المتحدة مشكلة في مجال دفع 100 مليار دولار سنوياً للحضور في أفغانستان، لذلك يجب عليها تقسيم هذه التكلفة والسجل الفاشل کي تتمکن من تحويل إعادة طالبان إلى السلطة إلى قوة يمكن التحكم بها ضد إيران وروسيا والصين
موقع البصیرة / هادي محمدي
إن احتلال الولايات المتحدة لأفغانستان البالغ من العمر 17 عاما لم يفشل في تحقيق أهدافه المحددة فحسب بل تحول إلى ظاهرة مقلوبة للاستراتيجيات الأمريكية، لكن من ناحية أخرى لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهل المنطقة الجيوبوليتيكية في أفغانستان،‌ فقد تم ربط ثلاث مناطق جغرافية ذات أولوية لامريکا بأفغانستان ويجب على الولايات المتحدة التخلي عن قوة طالبان للحفاظ على نفوذه الاستراتيجي والفعال على ثلاثة مناطق جغرافية تشمل إيران وروسيا والصين،‌ فقد وصلت تجربة الدول المحمية في أفغانستان إلى أشرف غني وسجل ضعيف لهذه العملية ليس من المرغوب فيه للوضع الحالي للولايات المتحدة،‌ و تواجه الولايات المتحدة مشكلة في مجال دفع 100 مليار دولار سنوياً للحضور في أفغانستان،  لذلك يجب عليها تقسيم هذه التكلفة والسجل الفاشل  کي تتمکن من تحويل إعادة طالبان إلى السلطة إلى قوة يمكن التحكم بها ضد إيران وروسيا والصين، و لقد تم استخدام  داعش وحكمتيار وحكومة أشرف غني کالأدوات المحلية والداخلية للولايات المتحدة وفريق الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر وباكستان للتوصل إلى اتفاق مع طالبان،  وان اشرف غني للتعاون في هذا المشروع يريد البقاء في السلطة أو على الأقل جزء من السلطة، وتطلب باكستان العودة الی دور الطرف الفاعل لتحقق التوازن امام تاثیر الهند في أفغانستان،‌ والإمارات والسعودية رغم كونهما جزءًا من لغز البرنامج الامریکي الا انهما دخلتا ساحة العمل مع إعطاء الأولوية للحصول على أذرع أمنية مناهضة لإيران يمكن أن تسبب فوضى في الحدود الشرقية لإيران،‌ ويعتبر حكمتيار الذي تربطه علاقات متعددة بباكستان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة نفسه قوة خفية لطالبان في جسدها وقادتها.
ان هذا التکوين المساعد لامريکا، على الرغم من محادثات مع طالبان، إلا أنه لم يصل بعد إلى الحد الأدنى المرغوب فيه من قبل الولايات المتحدة، وان الطالبان ترفض لأسباب عديدة قبول الدور بالوکالة للاستراتيجيات الأمريكية في مقابل العودة إلى السلطة، ومن ثم فقد تم تفعیل دور الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية مثل إيران وروسيا، فیما یرتبط  بطالبان، کی تتابع هذه الجهات  أولوية الاستقرار والسلام والأمن في أفغانستان في التفاوض مع طالبان في استراتيجية أفغانية أفغانية بدلا من استراتیجیات امریکیة، و تجدر الاشارة الی ان الطالبان الیوم مختلفة عن قبل و اضافة الی ذلک لاتتضرر من المنظور الاقلیمي لايران ايضا.
تم قبول استراتيجية إيران من قبل جميع الاحزاب و الجماعات الافغانية وأي اتفاق و حوار وطني في أفغانستان يتحقق خارج استراتيجيات الولایات المتحدة و شرکائها سيوفر المصالح الوطنية لأفغانستان والمناطق المحيطية،‌ وإن تمديد اتفاقية الأمن الاستراتيجي الأمريكية مع الحكومة الأفغانية وتحويل أفغانستان إلى أداة لعدم الاستقرار الاقليمي يشكل تهديدًا للحدود الشرقية لإيران‌ و ان طالبان على دراية بالحساسية الإيرانية في هذا الصدد ايضا، لذلك يجب ان تتابع محادثات طالبان مع الولايات المتحدة فقط في مجال الانسحاب الأميركي وإلغاء أي اتفاق على وجود قاعدة أمريكية فحسب، و يجب ان يکون التفاوض الأفغاني الأفغاني من أجل المصالحة الوطنية و هيکلية السلطة الوطنية في أفغانستان مدرجا علی جدول الاعمال کی یتمتع بالحماية الكافية و یعید الاستقرار والأمن الی أفغانستان، وإن محادثات طالبان في طهران التي أعقبها زيارة الادمیرال شمخاني إلى أفغانستان هي بداية هذه الدبلوماسية النشطة التي ينبغي استكمالها بوجود روسيا وباكستان.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@