أهم هدف في جولة بومبئو الإقليمية
أن زيارة المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، ولا سيما رحلة بومبيو، محاولة من واشنطن لضمان أمن النظام الصهيوني، لأنه إذا تم تقليل تركيز أمريكا على المنطقة يواجه الکیان الصهيوني تهديدات أمنية، و بالنظر إلى أن أمن هذا الکیان كان دائمًا يعتمد علي وجود القوات الأمريكية في المنطقة ولهذا السبب، تم التشاور من جانب المسؤولين الأميركيين مع الدول العربية لتشكيل الناتو العربي وستكون نتيجة تشكيل هذه المؤسسة العسكرية ضمان أمن الکیان الصهيوني
موقع البصیرة / محمدرضا مرادي
وزير الخارجية الامريکي،مايك بامبو سيقوم من 8 إلى 15 يناير ، بزيارة دول الشرق الأوسط بما في ذلک، "البحرين ، مصر ، الأردن ، قطر ، الكويت ، الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ". ان استعراض أهداف جولة بومبئو هو قضية مهمة للغاية. ففي السنوات القليلة الماضية بذلت الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لإنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي العربية. و أعلن الزعماء الأمريكيون والدول العربية مؤخراً أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يسعى الی تشکیل ائتلاف سیاسي و امني مع الدول العربية الحليفة من اجل منع النفوذ الإيراني في المنطقة. وتشمل هذه الدول الدول العربية الست في الخليج الفارسي اي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان والكويت والأردن ومصر. و هي معاهدة کانت تسمی في البداية "الناتو العربي" ، لکن الآن تسمی"میسا" و هو اختصار ل"التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط". وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض :" میسا ستکون كخندق ضد العدوان والإرهاب والتطرف من قبل ایران." وستجلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط ". و يبدو أن إحدی الاهداف من جولة بمبئو الاقلیمیة هي محاولة لتنفیذ خطة الناتو العربي، لأن البلدان الثمانية التي من المقرر أن يزورها بمبئو، هي أعضاء الناتو العربي بالضبط؛ التي يبحث ترامب عنها.و في الوضع الحالي ، يسعی بمبئو من خلال زيارة ثماني دول اعضاء في الناتو العربية لتمهيد الطريق لتنفيذها.
مع احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ، يسعى ترامب إلى جلب عبء أمن المنطقة إلى الدول العربية ، وأفضل خيار لذلك هو تشكيل حلف الناتو العربي.
ويبدو أن أحد أهم أهداف سفر بامبيو هو إعداد الشروط للإعلان عن ولادة الناتو العربي من أجل استخدام وسائل الدول العربية لمواجهة إيران. وان قضية أخرى مهمة هي أمن الکيان الصهيوني. ويعتبر الکيان الصهيوني نفسه الخاسر الأكبر لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا. و هذا مهم جداً من وجهة نظر أن الکيان الصهيوني كان دائماً ينظر إلى إيران على أنها العدو الأكبر له ، وقلق للغاية من القوة المتزايدة لهذا البلد. و ذكرت صحيفة هآرتس أن إيران هي اعقد و اخطر عدو واجهته تل أبيب. لذا فإن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يعني وحدة الکيان الصهيوني ضد المقاومة ، وخاصة إيران. ولهذا السبب ، تحاول الولايات المتحدة تامين الأمن للکيان الصهيوني باستخدام الوسائل الاخری. وفي هذا الصدد ، يعتزم وزير الخارجية الأمريكي ، في زيارته للدول العربية ، إقناع حلفاءه بأن الولايات المتحدة لا تزال إلى جانبهم ضد ما تعتبره"تهدید إيران کالخطر الاول علی المنطقة". لكن الشرط الأساسي لهذا الدعم الأمريكي هو توفير الأمن للکیان الصهيوني، و باستثناء زيارة بمبئو أرسل البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون إلى تل أبيب للحصول على تأكيدات والتقى بولتون برئيس وزراء الکیان الصهیوني بنيامين نتنياهو و اکد له علی مغادرة الولايات المتحدة من سوريا.
بشكل عام يبدو أن زيارة المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، ولا سيما رحلة بومبيو، محاولة من واشنطن لضمان أمن النظام الصهيوني، لأنه إذا تم تقليل تركيز أمريكا على المنطقة يواجه الکیان الصهيوني تهديدات أمنية، و بالنظر إلى أن أمن هذا الکیان كان دائمًا يعتمد علي وجود القوات الأمريكية في المنطقة ولهذا السبب، تم التشاور من جانب المسؤولين الأميركيين مع الدول العربية لتشكيل الناتو العربي وستكون نتيجة تشكيل هذه المؤسسة العسكرية ضمان أمن الکیان الصهيوني، و بالطبع يعتقد الكثيرون أن الناتو العربي هو خطة ولدت میتة والاختلافات بين الدول العربية ستمنعها من الحدوث.
