قلق الکيان الصهيوني من تغيير ميزان القوى في المنطقة

موقع البصیرة / محمدرضا فرهادي

مع التوسع في التاثير الإقليمي لايران في دول غرب آسيا يسعى الصهاينة إلى مواجهة إيران في مختلف الساحات ببيئات مختلفة، و لايزال يشدد الکيان الصهيوني  على أن التهديدات الأمنية ضد الصهاينة اليوم واسعة النطاق بحيث اذا حدثت مشكلة أمنية أنهم لن يكونوا قادرين على التعامل معها،‌ هذا وقد وصلت هذه  التهديدات في المنطقة الی الحدود الشرقیة مع سوریا إلى جانب الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة حيث يوجد مقر حزب الله في جنوب لبنان،‌ و يعترف العديد من المسؤولين الصهاينة بأن الکیان الصهيوني قد واجه حتی الآن تهديدًا أمنيًا يسمى حزب الله وهو یواجه الآن تهديدات واسعة النطاق من قبل جماعات المقاومة.

في دراسة حديثة في معهد واشنطن تم التأكيد على أنه من أجل التعامل مع التهديدات التي يواجهها الکیان الصهيوني یجب الترکیز على التهديدات الموجودة  وهي تهديدات تعتبر فيها إيران العامل الرئيسي و للتعامل مع هذه التهديدات يجب مواجهة ايران نفسها،‌ و لذلك يسعى الصهاينة الآن بشكل مباشر وغير مباشر إلى مواجهة إيران لضغوط أمنية وسياسية على طهران.

مواجهة غير مباشرة: وقد ركز الکيان الصهيوني والموساد، على وجه الخصوص، جهودهما على تقويض العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي لتقليل العلاقات السياسية والاقتصادية،  و لهذا الغرض حتى الآن تم اتخاذ ثلاثة إجراءات أمنية ضد إيران خلال الأشهر القليلة الماضية بما في ذلك: اتهام سکرتير ثالث للسفارة الايرانية في النمسا بالتورط ضد مؤتمر منظمة مجاهدي خلق،‌ واعتقال مواطن نرويجي بزعم محاولته اغتيال أفراد تابعين لجماعة الأحوازية، واعتقال مواطن أفغاني ألماني بتهمة التجسس لصالح إيران.

في سياق الإجراءات المتخذة لابد من اتخاذ بضع نقاط:

أ- کان من الواجب ان يتم إنجاز العلاقات الاقتصادية بين إيران وأوروبا مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي على طريق ذي اتجاهين، وكانت قناة SPV مقدمتها لكن تم تأجيل هذا الامر من قبل أوروبا بسبب الأحداث والاعذار خاصة في البعد الأمني. 

ب- المجتمع  المستهدف في أوروبا من قبل الکيان الصهيوني هو الدول الغنية اقتصاديا مثل ألمانيا،  و من ناحية أخرى فإن  سبب اختيار بعض البلدان مثل الدنمارک يکون لاستبعاد هذه الدول من استضافة القناة المالية.

المواجهة المباشرة: في هذا البعد دخل الصهاينة مرحلة المواجهة المباشرة مع إيران بهجمات جديدة على سوريا وقاموا دائماً بهجمات سرية ضد سوريا في الماضي، هم الآن يعلنون علنا عن موقفهم ولكن كيف ولماذا وعلى أي مبادئ قام الکيان الصهيوني بمواجهة مباشرة ضد إيران في هذه المرحلة، فهناك بعض النقاط التي يجب ملاحظتها:

- يسعى الصهاينة للتأثير على الرأي العام  لمواجهة إيران وإجراءات طهران الأمنية، فمن جهة يسعون إلى إقناع الجهات الأجنبية المتواجدة في سوريا بمعرفة أن إيران هي الجهة الرئيسية للتدخل في سوريا،‌ و من ناحية أخرى يسعون إلى الضغط على الرأي العام داخل إيران لجعل عمل إيران الإقليمي غير مبرر، والسيناريو الذي يتبعونه هو خلق المشاکل امام اجراءات التنفيذية لايران في المنطقة. و يتمثل النشاط الرئيسي للصهاينة الآن في إقناع الرأي العام داخل وخارج البلاد من خلال تأثيره على الجهات الفاعلة الأجنبية والمحلية.

- يسعى الصهاينة إلى استراتيجية حرب استباقية ضد إيران وتستند مبادئ هذه الحرب على حقيقة أنه يجب المهاجمة قبل ان يتم غزوها، ويعتقد الصهاينة أنه يجب القيام بهجمات وقائية لمنع هجمات قوى المقاومة ضد المواقع الصهيونية.

- يعتقد الصهاينة أن وجود إيران في سوريا قدغيّر ميزان القوى لصالح محور المقاومة، ودعم قوات المقاومة ممكن فقط  بدعم ايران،‌ وبالتالي لمواجهة توازن القوى يجب المواجهة المباشرة مع إيران.