] لغة نصرالله غنيّةً وحديثه مليء بالتفاصيل وله سحر شخصي
الرئیسیة >>  عمومی >> أحدث الأخبار
03 February 2019 - 10:22 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 6712
مستشرق إسرائيليّ:

لغة نصرالله غنيّةً وحديثه مليء بالتفاصيل وله سحر شخصي


ما زالت المُقابلة التي أدلى بها الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، تُشغِل بال المُحللّين والباحثين والمُستشرِقين في كيان الاحتلال، على الرغم من مرور أسبوعٍ كاملٍ على الحديث الذي أُطلِق عليه "حوار العام”.

المُستشرِق الإسرائيليّ، جاكي حوغي، مُحلّل شؤون الشرق الأوسط في إذاعة جيش الاحتلال، نشر مقالاً في صحيفة (معاريف) العبريّة، حاول فيه تحليل شخصية السيّد نصر الله من خلال لغة الجسد في الحوار المذكور، وأكّد في هذا السياق: ثلاث ساعات وربع، ولا توجد لحظةً واحدةً تبعث على الملل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ لغة نصر الله غنيّةً، وحديثه مليء بالتفاصيل، وله سحر شخصيّ، بالإضافة إلى ذلك، أشار المُحلّل حوغي إلى أنّ السيّد نصر الله يعرف كيف يُسيطِر على مستوى الصوت، يرتفع ويهبط حيثما ينبغي، بالنبرات الصحيحة، ولا يُتعِب المُشاهِد والمُستمِع.
علاوةً على ذلك، أكّد المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّه لدى الأمين العّام لحزب الله حس دعابة متطور وقدرة استهزاءٍ لاذعةٍ، مًوضحًا أنّ رجال القانون كانوا سيقولون، كإشارة تقدير، إنّه بَلِيغ، حاذِق، وخَطِيب، وأنّ في وسعه أنْ يُفكِّك مسألة ما إلى عناصرها ويضع أمام السامع جملة من الحجج المقنعة، مُشدّدَا في الوقت عينه على أنّ ثمة زعيم واحد في المنطقة مزود أيضًا بهذه المزايا حين يريد: إعدادٌ جذريٌّ، خطابيّة ناعمة على الأذن، ومستوى حجج عالية، اسمه بنيامين نتنياهو، أيْ رئيس الوزراء في كيان الاحتلال.
وشدّدّ على أنّ نصر الله أجاب لجمهوره كلّ ما وفرّه عليه في الشهرين اللذين غاب فيهما عن الشاشة، بل وقدّم تفسيرًا، لصمته، عندما قال: عرفت أنّ الإسرائيليين في حملةٍ إعلاميّةٍ وهم يريدون أنْ يجروني إليها، فقررت ألّا أرد، ولكنّ حوغي رأى أنّه لنصر الله لا جوابًا قاطِعًا على تدمير الأنفاق، ومع ذلك فقد كان النقاش فيها قليل القيمة، إذْ ليس مهمًا كيف سيرد نصر الله وأيّ كلماتٍ سيُجندها الطرفان لصالحهما، الأهّم هو ما الذي سيفعلانه. ورأى المُحلّل أنّ نصر الله أظهر اطلاعًا على أسماء كبار المسؤولين في إسرائيل، وأثبت أنّه يُتابِع الرأي العام في الدولة العبريّة، وهو مُزوّد بالمعلومات عن إسرائيل وما يجري داخلها.
هذه المرة، تابع، رأينا نصر الله آخر، تعب وشبع من الحروب، ولكن لا ينبغي أنْ نستنتج من ذلك أنّه يعرِض على إسرائيل اتفاق سلام، إنّه لا يريد النزول من الشجرة في يومٍ واحدٍ، وأكّد أنّ لدى رجاله خطّةً لاحتلال أجزاءٍ من الجليل، وكعادته واصل وحاول دقّ إسفينٍ بين مواطني إسرائيل وزعمائهم، لافتًا إلى أنّه في الماضي سجل نجاحًا، ولكن عقيدته تقادمت، ونحن أيضًا تعبنا قليلاً.
وزعم المُستشرِق أيضًا: "نحو ساعةٍ تحدث الاثنان عن كشف الأنفاق وآثاره، حاول نصر الله التقليل من قيمة الإنجاز الإسرائيليّ، مُشدّدًا على أنّ هناك طرق أخرى لاحتلال مناطق من الجليل، والأنفاق ليست الطريق الوحيد، بعد ذلك لذع نتنياهو على كشفه أنّ حزب الله خطط لاجتياح الجليل عبر الأنفاق. فقال: لقد أدخل الخوف والرعب في قلب كل المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة (سكان الجليل). وهكذا منحنا خدمةً جيّدةً في الحرب النفسيّة.
وتابع حوخي قائلاً إنّه كان مشوقًا أنْ نسمعه يذكر آيزنكوت مرّةً تلو الأخرى، رغم أن رئيس الأركان الـ 21 لم يعد في المنصب، ولم يذكر اسم كوخافي حتى ولا مرّةٍ واحدةٍ، ولكنّه وجّه له التعبير الأهّم: كان هذا تحذيرًا من مواصلة الهجمات الإسرائيليّة في سوريّة، حيثُ قال: في وقتٍ ما ربمّا يُتخذ قرارًا بمعالجة مختلفة للهجمات الإسرائيليّة في سوريّة، قال، وتساءل المُحلّل: في وقتٍ ما؟ ربمّا؟ مُضيفًا: نصر الله مع الخطابات الملتهبة، ومع التهديدات المباشرة، ومع الثقة بالذات التي لا تهتز، ما الذي يمنعه من أنْ يقول إنّ هذه الهجمات من الآن فصاعدًا ستُعالَج بشكلٍ مختلفٍ.
وتابع المُحلّل الإسرائيليّ إنّه نحو ثلاثة عقود وهو يترأس المنظمة الشرق أوسطية الأكثر كرهًا من الأنظمة والدول، يكرهها اليهود والعرب والعواصم في الغرب، إذا اعتقدتم أنّ كلّ العالم ضدّنا، نحن دولة إسرائيل، فجرّبوا أنْ تكونوا للحظة حسن نصر الله، يخرج من معركةٍ واحدةٍ فيجد نفسه في أخرى، وفقد معظم رفاقه في الطريق، وحتى ابنه، لافتًا إلى أنّ مواجهاته ليست نزاعات حدودٍ، هي حروب وجودٍ، ومن المفاجئ أنّ الموت لم ينله، بحسب تعبيره.
واختتم المُستشرِق الإسرائيليّ تحليله بالقول-الفصل إنّ زعيم حزب الله في "حوار العام” لم يبحث عن النار والكبريت، بل أراد أنْ يعود إلى الديار بسلامٍ، على حدّ تعبيره.

المصدر: رأي اليوم
mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@