رادیکالیة نتانیاهو

موقع البصیرة / قاسم غفوري

في الأسابيع الأخيرة كانت الأراضي الفلسطينية المحتلة مسرحاً لتكثيف السلوكيات الراديکالية لقيادة الکیان الصهيوني التي يمكن رؤية محورها في تحركات رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو، و انها سلوکيات من جهة تؤدي إلى تفاقم سياسات الاحتلال وزيادة الضغط على الفلسطينيين ومن جهة أخرى تؤدي إلى حركات إقليمية ودولیة، والسؤال الذي يطرح الآن هو انه لماذا اتخذ نتنياهو هذه السياسات؟

ويبين فحص التطورات الداخلية للأراضي المحتلة أنه في المستقبل القريب ستجرى انتخابات مبکرة في هذا الکيان، في حين تشير الأدلة إلى أنه على الرغم من أن نتنياهو، بصفته رئيس حزب الليكود، لا يزال يمثل الفرصة الاولی لرئاسة وزراء الصهائنة لكنه يواجه تحديات من اجل تشکیل حکومة دائمة وبالطبع الحفاظ على مكانته في الساحة السياسية، وأبرز هذا التحدیات حالات فساده وأسرته التي فتحت الباب أمام المحاكمات القضائية، و في الوقت نفسه تعتبر التحدیات الاقتصادية والأمنية نقطة ضعف لنتنیاهو  وقد أدى هذا الوضع إلى حصول تیارات المعارضة علی حظ اکثر في الانتخابات وصعوبة الوضع بالنسبة لنتنياهو بسبب الوجود الكبير للعسکریین في الانتخابات، وان نتنياهو الذي يرى موقفه غير مستقر بشدة يحاول مواجهة العکسریین في الانتخابات الی جانب مواجهة السیاسیین،  وبناء على هذا يستند جوهر الحركات الانتخابية لنتنياهو على التيارات المتطرفة والمستوطنین، و تشکل اساس هذا التصمیم امور کتصاعد الاحتلال خاصة في منطقة القدس، والإعلان عن زيادة بناء المستوطنات مع العديد من الانتهاكات ضد غزة ومواجهة إرسال المساعدات الإنسانية إلى هذا القطاع، والموافقة علی قوانين جديدة مثل حظر بث ألاذان في المساجد  وخفض الاماکن الفلسطينية في الأراضي المحتلة ورفض أي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

يحاول نتنياهوعرض سلطته العالمیه في الساحة السياسية من خلال سفره إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا للعثور على حلفاء جدد، بينما يشکل محور هذه السياسات تكثيف الحرب الدعائية ضد الجمهورية الإسلامية ومواءمة الولايات المتحدة وأوروبا مع مطالب هذا الکيان ضد إيران، و يحاول نتنياهو من خلال تسليط الضوء على تهديد إيران أن يظهر نفسه الشخص الوحيد الذي لديه القدرة على مواجهة إيران، و الجانب الآخر لتصميم نتنياهو هو نهج الدول العربية للتطبیع مع هذا الکيان الذي يتم تحت ضغط من الولايات المتحدة،  فيما اشارت مصادر إخبارية إلى زيارة وفد كويتي إلى الأراضي المحتلة وتحدث مستشار ملك البحرين اليهودي عن علاقات المنامة مع تل أبيب و من المثير للاهتمام هو أن قمة وارسو الامريکية بزعم مواجهة ايران کانت احدی مکونات اعلانات نتنياهو،  كما انه زعم مرارًا وتكرارًا أن هذه القمة عقدت بناء علی طلب منه لكبح إيران.

الجانب الآخر لتحركات نتنياهو في المنطقة  یتم في اطار عسكري و تشکل محور هذه التحرکات امور کاجراء العديد من التمارين العسکریة في الجولان بزعم اتخاذ إجراءات لتثبيت السيطرة علی هذه المنطقة و العمل العسكري ضد لبنان، بالإضافة إلى العديد من عمليات القصف والغارات على سوريا بما في ذلك الهجوم المدفعي على قنيطرة والادعاء بالاستعداد لخيار عسكري ضد إيران،‌ و يسعی  نتنياهو من خلال اظهار السلطة الامنیة الی تحييد الخطط الانتخابیة للمرشحين العسكريين الذين یشکل الامن محورخططهم و الی التظاهر بكونه قادر على تحقيق السياسات الامنیة و السياسية في وقت واحد، و بالنظر الی ما تم ذكره يمكن القول أن نتنياهو في وضع هش للغاية کما لم یتمکن من اخراج المنافسین من المشهد في انتخابات داخل حزب اللیکود ويتكون هذا الحزب من أشخاص لديهم موقف سلبي تجاهه وسيواجهونه الكثير من التحديات في المستقبل.