اسرار مثیري الجدل

موقع البصیرة / علي تتماج

ان ترامب قد قضی الشهر الأول من فترة تسلم منصب رئاسته في وقت قد اثار هو و زملائه مجموعة من الجدالات العالمیة. في هذا المنطلق علینا ان ننتبه الی نفس المواقف المناهضة لایران التي تبناها نفسه و لقائه مع نتنیاهو رئیس الوزراء الاسرائیلي و تصرفات المسؤولین الآخرین في مجلس وزراءه.

قد اعلن وزیر الخارجیة الامریکي في اجراء مثیر للجدل ضد شرق أسیا: ان هذا البلد یستعد للدفاع الذري عن حلفاءه امام تهدیدات کوریا الشمالیة. قد سافر ریکس تیلرسون بصفة وزیر الخارجیة في جولته الخارجیة الاولی الی ألمانیا و زار وزراء الخارجیة للبلدان المختلفة کما حضر قمة مجموعة 20 في مدینة بون الألمانیة. شدد تیلرسون ضمن تصریحات: ان الولایات المتحدة الامریکیة تستعد للدفاع الذري من کوریا الجنوبیة و الیابان امام تهدیدات کوریا الشمالیة. و اتخذ مواقف مثل مواقف الحکومة السابقة لهذا البلد امام ازمة اوکرانیا طالبا من موسکو مواصلة جهودها للتخفیف من التوترات في اوکرانیا في حین التزامها بقرار مینسک. عقیب السیاسات المثیرة للازمات التي تبنتها الولایات المتحدة الامریکیة و في اجراء مفاجئ یمکن ان یثیر دواعي قلق و غضب الصین بشدة، تقصد الولایات المتحدة الامریکیة ان تنشر عددا من قوات مشاة البحریة لها في تایوان. و علی هذا الصعید نفسه یقول وزیر الخارجیة في حکومة ترامب: طالما تدعو موسکو المعارضین السوریین ارهابیین بالمقابل لن تتعاون الولایات المتحدة مع روسیا حول حلّ الازمة السوریة.

 و في الوقت نفسه قد حذرت الولایات المتحدة أعضاء الناتو ان علیها ان تزید حصتها من میزانیة الناتو. و في اجراء مثیر للتفکیر آخر قد اختار جیمس ماتیس وزیر الدفاع الجدید في حکومة الولایات المتحدة في جولته الأولی السفر إلی الیابان و کوریا الجنوبیة. قد سافر مايك بومبيو، رئیس المخابرات المرکزیة الامریکیة (سي آي إیه) في رحلاته الخارجیة الأولی التي تقع بعد فترة تعیینه من قبل دونالد ترامب، الرئیس الأمریکي، الی أنقرة و الریاض. الآن السؤال الذي یطرح نفسه هنا ما: هو أصل کل هذه الحرکات؟ یعتقد البعض ان ترامب یواجه العدید من التحدیات علی الصعید الداخلي فمن جهة لاتزال تستمر الاحتجاجات الشعبیة و من جهة اخری لایرغب أعضاء مجلس وزراءه في التعاون معه و تکون استقالة مستشار مجلس الأمن الوطني لترامب مظهرا من هذه المظاهر. ففي هذه الظروف یسعی ترامب عبر انتهاج خلق الأعداء الأجانب و جلب الرأي العام الی الخارج للتغطیة علی الوضع الراهن.

 النقطة الهامة الأخری ان مسیر التطورات یحکي ان السیاسة الامریکیة ترتکز علی اساس ابتزاز البلدان العربیة و یعد تشدید الازمات في غرب أسیا منها الدعم الشامل من الکیان الاسرائیلي و الخوف من ایران نموذجا منها. و ان اتخذت الولایات المتحدة الموقف نفسه ازاء روسیا و الصین و ادت الی خلق تکهنات عن تغییر رؤیة الولایات المتحدة في الأذهان لکن الحقیقة ان غرب أسیا لاتزال تکون بؤرة الرؤیة الامریکیة و یحاول ترامب عبر ادعاء قدرته العالمیة للدعم من الحلفاء ان تقوم بإحیاء موقف الولایات المتحدة بین البلدان العربیة حتی تحقیق هدفها النهائي. الهدف الذي یمکن مشاهدته في تصریحات ترامب الأخیرة. عندما کان یتکلم دونالد ترامب بین حلفاءه في ولایات کالیفورنیا یعلن بوضوح: ما ارید القیام به هو انشاء مناطق آمنة في سوریا و غیرها من الدول المتحاربة في العالم. نحن نرید من البلدان العربیة المطلة علی الخلیج الفارسي ان الانفاق لانشاء هذه المناطق و لیس لدیهم أي شيء الا المال. ان هذه التصریحات تکشف عن انه یبحث فقط عن اموال البلدان العربیة و یحاول عبر انتهاج سیاسة ادعاء المواجهة مع ایران و تحقیق مطالبها في سوریا و الیمن تنفیذ مشروع خدعة هذه البلدان و ابتزازها.