] ما هو هدف تركيا من توجيه الاتهامات لإيران؟
أوروبا >>  أوروبا >> تیتر یک سرویس السیاسه
04 March 2017 - 10:04 : تأريخ النشر
 ، رمز الخبر : 2811

ما هو هدف تركيا من توجيه الاتهامات لإيران؟

يبدو أن خطط الرئيس الأمريكية، ترامب ضد إيران دفعت بعض القوى الإقليمية وخصوم إيران الى التحرك من أجل تغيير المعادلة الإقليمية لصالحهم. وفي ظل الظرف الحالية تسعى تركيا الى فتح صفحة جديدة مع السعودية والكيان الصهيوني، لعلها تتمكن من تحويل خسارتها الى ربح. وخلال العقود الثلاثة الماضية، لم تستسلم إيران مقابل أمريكا، ورغم جميع المشاكل التي واجهتها، استطاعت إيران أن تفرض نفسها كمحور للمنطقة.
موقع البصیرة / محمد رضا مرادي/
خلال الأيام الماضية، وجهت حكومة اردوغان تهما مختلفة لإيران. ويعد هذا التصعيد الكلامي التركي ضد إيران غير مسبوق؛ حيث أن البلدين ورغم الخلافات بينهما في الملفات الإقليمية المهمة، إلا أنهما بذلا جهودا من أجل المحافظة على العلاقات الودية بينهما.
وفي هذا الصدد يُشار الى أن أفكار أردوغان الديكتاتورية تجعله يسعى الى احياء امبراطورية خيالية عبر انتقاد إيران من أجل الحصول على دعم من حكومة ترامب حديثة التأسيس بالإضافة الى دعم شيوخ بلدان الخليج الفارسي. إن الاتهامات التي وجهها المسؤولون الأتراك لإيران خلال الأسابيع الماضي انجرت الى معركة كلامية بين طهران وأنقرة، وبعد أن رد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية على تصريحات الرئيس التركي ووزير خارجيته، رد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية على طهران. وفي معرض رده على طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية: " إنّ إيران لا تتورع عن إرسال من لجؤوا إليها بسبب الأزمات في المنطقة، إلى ساحات الحروب، وهي البلد المسؤول عن التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، لا يمكن فهم أو تقبل توجيه إيران الاتهامات للآخرين"، وعلى هامش مؤتمر ميونخ للأمن، اتهم وزير الخارجية التركي إيران بأنها تسعى لنشر التشيع في المنطقة. 
 ومن جانب آخر، أطلق الرئيس التركي، اردوغان ادعاءات مشابهة خلال زيارته للبحرين الأسبوع الماضي. وردا على تصريحات اردوغان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "نحن سنصبر، ولكن لصبرنا حدود"، فيما أعرب عن أمله في أن ينتهج المسؤولون الأتراك في سلوكياتهم المزيد من الذكاء والحكمة، وألا تتكرر هذه التصريحات "وإذا أراد الأصدقاء في تركيا الاستمرار على هذا المنهج، فإننا لن نسكت وسنرد على هذه التصريحات".
ولكن لماذا يتهجم اردوغان على إيران بهذه الطريقة خلال المرحلة الحالية؟ ان انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتصريحاته ضد إيران دفعت بعض بلدان المنطقة الى محاولة تأسيس اتحاد ضد إيران بما يتوافق مع أهواء ترامب. لذلك شهدنا خلال الأسبوع الماضي تصريحات حادة صدرت من وزير خارجية الكيان الصهيوني في مؤتمر ميونخ للأمن، تخرصات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وكذلك الموقف الحاد الذي اتخذه وزير الخارجية التركي في ميونخ ضد إيران. 
ويمكن فهم هذا الموضوع عندما نلتفت الى أن الرئيس التركي زار كل من السعودية، البحرين وقطر قبل مؤتمر ميونخ لأمن، حيث التقى اردوغان خلال جولته زعماء البلدان الثلاثة وتفاوض معهم حول الأوضاع الإقليمية، حتى انه اتهم إيران بالطائفية خلال وجوده في البحرين. 
يبدو أن الحرب الكلامية بين القوى الإقليمية حصلت بالتزامن مع أحداث أدت إلى تعزيز اتحاد المحور العربي الغربي في الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة وال ستريت قبل مدة تقريرا نقلا عن عدد من المسؤولين الشرق أوسطيين جاء فيه: "إن حكومة ترامب تتفاوض مع العرب المتحالفين مع أمريكا من اجل تأسيس ائتلاف عسكري يتبادل المعلومات مع إسرائيل من أجل مواجهة إيران". وبناء عليه يبدو أن الحكومة الأمريكية تحاول فرض معادلة إقليمية جديدة، تحتوي فيها القوة الإيرانية؛ وقد وجه مسؤولو حكومة ترامب عدة انتقادات لإيران حتى الآن. 
يبدو أن خطط الرئيس الأمريكية، ترامب ضد إيران دفعت بعض القوى الإقليمية وخصوم إيران الى التحرك من أجل تغيير المعادلة الإقليمية لصالحهم. وفي ظل الظرف الحالية تسعى تركيا الى فتح صفحة جديدة مع السعودية والكيان الصهيوني، لعلها تتمكن من تحويل خسارتها الى ربح. وخلال العقود الثلاثة الماضية، لم تستسلم إيران مقابل أمريكا، ورغم جميع المشاكل التي واجهتها، استطاعت إيران أن تفرض نفسها كمحور للمنطقة. 
واليوم يعاني اردوغان من مشاكل أمنية واقتصادية تضرب الداخل التركي، ويقف عاجزا عن تحويل الخسارة أمام إيران في سوريا والعراق الى نصر، في النهاية يمكن القول إن غضب اردوغان من طهران ناجم عن الانتصارات التي حققتها إيران في المنطقة.

mail logo
 برای لغو عضویت اینجا را کلیک کنید.
info@