في الوقت الذي تشهد فيه تركيا أوضاعاً سياسيّةً وأمنيّةً مضطربة، لاسيّما بعد الهجمات الإرهابيّة الأخيرة التي تسببت بتراجع الليرة التركية بنسبة 18%، باشر البرلمان التركي الإثنين مناقشة مشروع التعديل الدستوري الذي يهدف إلى توسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، تمهيدا لإقراره بعدما وافقت عليه لجنة برلمانية، وسط معارضة شديدة من بعض القوى البرلمانية.
بعد تحرير حلب على يد الجيش السوري وحلفائه الاقليميين إحتدم التنافس بين الاطراف المشاركة في الحرب السورية على السيطرة على مدينة "الباب" التي تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة لتركيا والجماعات التابعة لها وكذلك الاكراد والجيش السوري.
برغم إختلاف وجهات النظر في الكثير من الملفات الشائكة والمعقدة، أثار التقارب الروسي – التركي وتغير بعض المواقف الدولية بشأن الأزمة السورية سؤالاً مهم مفاده: هل ثمة حوار سياسي وشيك يجمع دمشق والمعارضة المسلحة على مائدة تفاوض واحدة؟
في محاولة تشبه الاسقاط، دعت تركيا ايران الى الضغط على حزب الله و”ميليشيا شيعية” و”قوات النظام السوري” لوقف انتهاك وقف إطلاق النار في سوريا، و”حذرت” من أن هذه الانتهاكات تعرض محادثات السلام المزمعة للخطر، بينما الوقائع على الارض، بالصوت والصورة، تؤكد ان الامر خلاف ما تقوله تركيا بالمرة.
صحيفة بريطانية:
طرح المؤرخ الأكاديمي مارك ألموند، في مقاله بصحيفة ديلي تليغراف البريطانية، تساؤلًا حول الوضع الراهن لتركيا قائلًا: "هل تتحول تركيا إلى رجل أوروبا المريض؟".
“ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة لتلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب هو مثل العقرب الذي لا يترددّ في لدغك عندما يحين الوقت ”، هذه الكلام هو للرئيس السوري بشار الاسد، قاله عام 2013 ، في لقاء مع قناة تلفزيونية تركية “معارضة”، في معرض تحذير الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من مغبة استخدام الارهابيين لتحقيق اهداف سياسية.
تظهر التعليقات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن أمريكا تدين بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي وبشكل كبير ناهيك عن العديد من ردود الفعل الأمريكية تجاه نتنياهو والكيان الإسرائيلي ،أما في الطرف المقابل كان موقف تيريزا ماي، رئيس الوزراء البريطانية يميل إلى الطرف الإسرائيلي بشكل ملحوظ، حيث استنكرت ماي تصريحات كيري، الأمر الذي فسره الكثير من النقاد بأنه اقتتال حاد بين أمريكا وبريطانيا سببه إسرائيل.
إنه «المشهد التركي» الأخير في العدد الأخير من «السفير». لذا أردنا ان نتجاوز تطورات الأسبوع المنصرم، لنقدم مقاربة استعادية عامة لمجمل منطلقات ومآلات وتحولات وآفاق المشروع التركي في المنطقة في السنوات الأخيرة، وصولاً إلى هزيمته المدوية عند أسوار حلب.
قبل عام كانت المفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة، بدعم من القوى الإقليمية والدولية العظمى، تتركز حول حل سياسي يتضمن مرحلة انتقالية بصلاحيات سياسية وامنية كاملة لمدة 18 شهرا، الآن تغيرت الصورة كليا بعد تقدم التحالف الروسي السوري الايراني في حلب، وخسارة المعارضة المسلحة اكثر من 60 بالمئة من المناطق التي تسيطر عليها شرق المدينة، وباتت المفاوضات تتركز حول كيفية تأمين انسحاب المسلحين والمدنيين الى ملاذات آمنة.
رسائل أمريكية مشفرة عبر طهران إلى موسكو وبكين والاتحاد الأوروبي
بعدما أعلن البيت الأبيض ليلة السبت أن الرئيس أوباما وقع على مشروع قانون تمديد الحظر على إيران، يبدو أن هناك استغلالاً للفترة الانتقالية الحالية التي تشهدها الولايات المتحدة.
تقصد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن يكون موعد دخول قواته إلى سوريا قبل ثلاثة أشهر في اليوم نفسه الذي حصلت فيه معركة مرج دابق في 24 آب من العام 1516. كانت كل محمولات التاريخ تسكن قراره ذاك. لكن بعد ثلاثة أشهر على هذا التدخل، كان اردوغان يفجّر المفاجأة التي كانت مرئية عشية 24 آب، وهي الهدف الأساس من دخوله إلى جرابلس وسوريا عموماً.
وتعد هذه الدول منطقة تنافس استراتيجي بين أمريكا وروسيا والصين، لما تتمتع به من موقع استراتيجي، إذ أنها تشترك في حدودها مع روسيا وإيران والصين وتركيا، وتطل على بحر قزوين الغني بالنفط.