اليوم محمد بن سلمان يقود ما يطلق عليها الثورة؛ ولکن الثورة من وجهة نظره و هو يريد ان يبني دولة و يريد ان يستعبد الشيوخ و رجال الدين و يواجه التجار و یواجه کثير من المکونات السکانية لانه يطمح الی بناء دولة يکون هو الحاکم الوحيد فيها و يکون هو صانع القرار الوحيد فيها، ولذلک هو يدمر اسس الدولة السعودية التقليدية التاريخية القائم علی اساس العائلة المالکة و رجال الدين
انطلقت فی اسبوع الماضی فعاليات مؤتمر "محبي اهل البيت (ع) وقضية التكفير" الدولي بطهران وبمشاركة 500 شخصية من كبار علماء الدين من الشيعة والسنة في العالم الاسلامي منها المعارض السعودی الدکتور فؤاد ابراهیم الذی شارک فی مقابلة خاصة مع موقع البصیرة فیما یلی:
-شکرا للمعارض السعودي الدکتور فؤاد ابراهيم للمشارکه في هذه المقابلة؛ بداية ما بعد فشل جماعة داعش التکفيري في العراق و سوريا هو رأيک حول مستقبل التيار التکفيري في منطقة غرب آسيا؟
-بسم الله الرحمن الرحيم؛ لاشک ان جماعات التکفيرية تشهد اليوم ضربة قاصمة بعد فشل مشروع داعش في العراق و بلاد الشلام و هو شان کل الجماعات المتطرفة في العالم؛ عادة ما يکن عمر هذه الجماعات قصير جدا و بالتالي فهذه الجماعة و جماعات اخري في العالم سوف يکون مصيرها الی الزوال و التبدد و لذلک نشهد اليوم هناک حرکة اجتجاج مضادة لهذه الجماعة لانها تسبب فی احداث و الحاق ضرر کبير و فادح، سواء في واقع المسلمين و في الرؤية الي الاسلام خصوصا من جانب غير المسلمين، و لذلک اعتقد في المرحله المقبلة سوف نشهد مراجعة و نقد کبير جدا لهذه الجماعة و لافکارها و لاطروحاتها و ستکون منبوذة، صحيح انها قد تولد جماعة متطرفة اخری و لکن اعتقد بان هذا المشروع فشل، لانه فشل في تحقيق اهدافه و فشل في استقطاب المزيد من الانصار له و فشله الميداني هو انعکاس لفشله ايضا علی المستوی الفکري و الايدئولوجي.
- ما هو رايکم حول سياسة المملکة العربية السعودية في المستقبل حول دعم التيار التکفيري؟
- لاشک ان السعودية کانت دائما مظلة و هي دائمة لهذا التيار و هي مصدر الافکار و الاموال و حتی الافراد لهذه الجماعات، اعتقد بان السعودية شهدت المرحلتين من النقد؛ مرحلة ما بعد 11 سبتمر حين صنفت السعودية باعبتارها بؤرة الشر بحسب تعبر احد اعضاء في البنتاغون و اعتقد الان الضربة الثانية بعد انهيار داعش و تصنيف الوهابية باعتبارها الايدئولوجية الراعية لتنظيمات الارهابية و کل فعل ارهابي اليوم يقع في اي بلد فی العالم دائما ما ترتبط بالوهابية باعتبارها هي المحرض علی مثل هذه الافعال و لذلک اعتقد بان اليوم بات واضحا ان هناک حاجة في العالم من اجل التطويق هذه الايدئولوجية و عدم سماح لها بالانتشار و لذلک نجد اليوم هناک في الغرب محاولة لنبذ کل الائمة الذين يأتون من السعودية الذين يحملون الافکار المتطرفة و يحرضون علی المجتمعات في العالم خصوصا غير المسلمين و ايضا المسلمين؛ هم يکفرون المسلمين و غير المسلمين و بالتالي هناک اليوم موجة عالمية برفض الوهابية و هذا سينعکس حتی علی السعودية نفسها و لذلک هي اليوم تتخلي تدريجيا عن هذه الوهابية.
في الداخل، سياسة محمد بن سلمان تتجه الی تقليص دور المؤسسة الدينية و دور الايدئولوجية الوهابية و هذا اعتقد انها سوف ينعکس و لذلک الامرکيین فرضوا علی السعودية تغيير مناهج الدراسة لان هذا المناهج تعتمد علی الوهابية و هذه المناهج هي من تربي و هي من تحرض و هي من تغذي التطرف في المدارس و في الخارج.
-بالنسبه القضايا الداخلية في السعودية، ما هو رأيکم حول مسيرة محمد بن سلمان في الحرب التي تدور حول العرش و الخلافة؟
اليوم محمد بن سلمان يقود ما يطلق عليها الثورة؛ ولکن الثورة من وجهة نظره و هو يريد ان يبني دولة علی مقياسه يريد ان يستعبد الشيوخ و رجال الدين و يواجه التجار و یواجه کثير من المکونات السکانية لانه يطمح الی بناء دولة يکون هو الحاکم الوحيد فيها و يکون هو صانع القرار الوحيد فيها، ولذلک هو يدمر اسس الدولة السعودية التقليدية التاريخية القائم علی اساس العائلة المالکة و رجال الدين و هو يريد ان يبني دولة مختلفة علی نموذج دوبي و تحت رعاية الامريکيين و ايضا بناء العلاقة مع الکيان الاسرائيلي، اعتقد ان هذا هو مسار سوف يسلکه محمد بن سلمان في المرحلة المقبلة و يحاول ان يحذی بدعم الخارجي الامريکي و الاسرائيلي و الاروبي، لان بعض هذه التغييرات التي يحدثها تلقی صدی في الغرب؛ سواء في مواجهة الوهابية و محاربة الفساد و السماح للشباب و للمرأة بان ينال بعض الامتيازات فهذه العناوين محببة لدی الغرب رغم ان هذا المشروع هو کما اسلفت هو مصمم لان يجعل من محمد بن سلمان طاغية و فرعون جديد في الامة
-حول موضع المواجهات بين ايران و السعودية، ما هو رايک حول مستقبل هذه الخلافات؟
ان السعودية اليوم تستخدم الخصومة مع ايران لحاجات داخلية و حاجات خارجية؛ الحاجات الداخلية هي الیوم لديه فشل في الداخل و يريد ان يصنع العدو في الخارج من اجل المشاغلة، و ايضا في الخارج نلحظ مثلا ان التطبيع مع الکيان الاسرائيلي يسير جنبا الی جنب مع العداوة مع ايران و تصعيد الخطاب ضد ايران و ايضا هناک مال يدفع في هذه العداوة و هذه الخصومة مع ايران السباقات الاسلحة و ارضاء الغرب و ارضاء الکيان الصهيوني الذي علی التوافق مع النظام السعودي و يجمع بينهم هو العداء مع ايران.