لاشك في أن المراقب أو المتابع السياسي يحتاج إلى قدرة إضافية من أجل الإمساك بشكل دقيق وموضوعي بخيوط ومسارات وتوجهات السياسة الأميركية، أي يحتاج إلى ضرورة التفريق بين الكذب والصدق في المواقف الأمريكية، وبين الثانوي والأساسي، وبين التكتيكي والاستراتيجي وقبل ذلك وضع اليد بشكل كامل على ما تثيره الولايات المتحدة بلسان رئيسها ترامب من بالونات اختبار حيال الأوضاع ليس في سوريا فحسب، بل أيضاً حيال أوضاع المنطقة عموماً، خاصة بشأن موقف أميركا من إيران ومن سوريا ومن القضية الفلسطينية وما تطرحه من مشروعات تريد من خلالها استمرار ادعائها بالخصومة مع روسيا، وفي أفضل الأحوال ما عبّر عنه الرئيس ترامب في قمة هلسنكي من أن روسيا ليست صديقاً، بل هي منافس شريف، وذلك في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس فلاديمير بوتين.