تساءل محللون سياسيون وخبراء عن جدوى العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" التي تأتي في ظل وجود عمليات عسكرية على الأرض منذ 2013، وعلاقتها بتعبئة الرأي العام المصري قبل انتخابات الرئاسة في آذار/ مارس المقبل، وما أثير من تعاون إسرائيلي مصري في سيناء.
وأعلن الجيش المصري، الجمعة، بدء عمليات عسكرية شاملة في شمال ووسط سيناء، ورفع حالة التأهب في كافة القطاعات، بالتزامن مع عمليات قصف مكثف بدأت الجمعة على مواقع مختلفة من المحافظة، يعتقد أنها استهدفت أماكن وجود عناصر "ولاية سيناء".
ليست فجأة ومخطط لها
وقال مدير مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، اللواء علاء بازيد، إن "العملية ليست فجأة تأتي بناء على توجيهات السيسي لرئيس الأركان (الجديد) بتطهير البلاد من الإرهاب خلال 3 شهور، فكانت التحضيرات تجري على قدم وساق استعدادا لساعة الصفر، وبدء العمليات العسكرية، وكانت قد وردت معلومات بأن هناك تجهيزات لداعش في تركيا لدخول مصر والقيام بعمليات إرهابية".
وعن مبررات بدء تلك العملية العسكرية في ظل وجود عملية أخرى بالفعل، أوضح أنها "تختلف عن سابقاتها بأنها عملية استباقية في حين كانت العمليات الأخرى ردود فعل"، متوقعا أن "تكون تلك العملية النهائية خلال فترة وجيزة سيتم الإعلان بعدها أن مصر خالية من الإرهاب".
وبشأن ما أثير من وجود تعاون إسرائيلي في سيناء، أكد أن "محاولة الزج باسم إسرائيل في العمليات العسكرية التي تحدث في سيناء هي محاولة من القنوات والمواقع المسمومة لتشويه اسم الجيش المصري؛ فالقوات المسلحة المصرية قادرة على القيام بواجبها دون تنسيق مع أحد، وستطال أي عناصر أو بؤر مسلحة سواء داخل أم خارج مصر".
الانتخابات الرئاسية
وفند رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق، رضا فهمي، تلك التحركات العسكرية قائلا: "السيسي يشعر بأنه أصبح وحيدا بلا حلفاء سواء في الداخل أم في الخارج، والترتيبات متسارعة جدا في ما يتعلق بصفقة القرن ومحاولة إنجازها، والسيسي لا يريد أن يبدو أمام الأمريكان والإسرائيليين غير قادر على السيطرة على الوضع في سيناء التي شهدت في عهده مئات العمليات المسلحة ضد الجيش والشرطة".
وأعرب عن توقعاته في تصريحات بأن تكون تلك العملية "لإعادة الزخم لمسيرته الفاشلة؛ فالسيسي لديه شعور بأنه بلا إنجاز سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، ومحاولة لإعادة تقديم نفسه للرأي العام المصري في ظل قرب استحقاق الانتخابات، ومحاولة لبيع الوهم، والجزء الآخر متعلق بمحاولة ترميم الوضع داخل المؤسسة العسكرية التي شهدت انقساما في الفترة الأخيرة".
وإذا ما كانت تأتي إعادة تأكيد على دور الجيش العسكري في ظل اتهامات انشغاله بالمال والأعمال والاستثمارات، فقد أكد أن "الدولة تعاني من حالة انهيار، وكشف حساب السيسي صفحة خالية لا يوجد بها ما يطمئن الناخب المصري، ومحاولة بائسة لإعادة دور عسكري لا يملكه".
تلميع السيسي
من جهته؛ أكد النائب السيناوي السابق، يحيى عقيل، أنه "لا حاجة لمثل تلك العملية العسكرية في ظل وجود عمليات أخرى بالفعل، ولكنها تأتي في إطار شو إعلامي جديد، وتلميع للسيسي قبل الانتخابات المقبلة، على الرغم من كونه المرشح الوحيد، والفائز سلفا، ولكنها محاولة لدحض الصورة السلبية التي رسمت عن مصر جراء مهزلة مرشحي الانتخابات، ومحاولة للقفز إلى لأمام والظهور بصورة البطل والقائد العسكري".
وأضاف أن "الجزء الآخر يتعلق بالتزامات النظام بصفقة القرن من خلال إخلاء المواطنين من شمال شرق سيناء، خاصة أن هذه الحملة ستبث المزيد من الرعب والخوف، وستحمل الكثير من المترددين من الهجرة في حزم حقائبهم ومغادرة مساكنهم وأوطانهم".
محاولة بائسة جديدة
ورأى الخبير الإعلامي، حازم غراب، أنها محاولة لتعبئة الرأي العام المصري، وقال: "هي محاولة معادة على نطاق أكبر لتأكيد وجود الإرهاب المصطنع، وربما لمحاولة التمهيد لإيجاد مخرج من مقاطعة مهزلة انتخابه"، متوقعا عدم نجاح مثل تلك المحاولات "لا لن تنجح فقد جرب عليه الناس في بلادنا والخارج الكذب مرارا".
ولم يستبعد غراب أن تكون متعلقة بما تسمى صفقة القرن، من "خلال إخلاء مساحات جديدة من سيناء وتهاجم قوات الصهاينة غزة في حين يفتح (المجرم) المعبر فيفر غزاويون كثر هربا من القصف إلى سيناء المفرغة.. هذه تكهنات ستؤكدها الأيام أو الأسابيع القادمة أو تنفيها".
المصدر: عربي 21