حسام طالب من أبناء مدينة “دوما” أحد من تتلمذوا على يد الإرهابي زهران علوش في صغره وكان جاراً له يروي لنا حقائق التنظيمات الإرهابية والتكفيرية في الغوطة بعد أن نجا بنفسه وغادر دوما أثناء الحرب إلى العاصمة دمشق.
في حوار خاص لبرنامج "ما وراء الحدث ” قال حسام طالب، الخبير بشؤون الجماعة التكفيرية عن خفايا الغوطة وماجرى ويجري فيها حالياً من قبل المجموعات الإرهابية والتكفيرية وعلى رأسها ما يسمى بجيش الإسلام والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى التابعة، ويوضح لنا حقائق دامغة مقرونة بالشرح والدلائل عن تاريخ الفبركات الإعلامية في قتل المدنيين وتمثيليات إستخدام الكيماوي، ويروي طالب مآسي سجن وقتل النساء والأطفال وإستخدام جثثهم لاتهام الحكومة السورية، ويتحدث طالب أيضاً عن مصادر التمويل والتخطيط لكل العمليات التي كانت تجري، ومن هي الدول التي تقف خلفها، حتى لحظة خطفه وتعذيبه بعد وقوفه في وجه المظاهرات التي كانت تهيئ البيئة الحاضنة للجماعات التكفيرية والإرهابية والكثير من التفاصيل الأخرى وصولاً إلى وقتنا الراهن.
نص الحوار:
سبوتنيك: لديك الكثير من المعلومات حول هذه الأحداث وكنت شاهداً على كثير من الأحداث حبذا لو تضعنا وتضع الرأي العام بصورة عن ما لديك من حقائق عما جرى في الغوطة؟
حسام طالب: لاشك بأن الملف الكيماوي أو الضربات الكيماوية التي يدعي المسلحون أنها إستهدفت الأطفال والنساء وكان الكيماوي لا يستنشقه إلا الأطفال والنساء، هو ملف للضغط على الدولة السورية بدعم من الدول الداعمة للإرهاب مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا، والسعودية وقطر هم ممولين بالمال إما بالأفكار والمسرحيات ليس لديهم إمكانية لهذ الموضوع.
بدأ مسلسل الكيماوي في الغوطة الشرقية تحديداً في عام 2013 حيث ظهر الرئيس الأميركي السابق أوباما وقال إننا لن نستخدم القوة ضد سوريا إلا إذ استخدمت الحكومة السورية الكيماوي ضد شعبها، وقت هذا الكلام لا يوجد أي حديث عن استخدام الكيماوي على الأراضي السورية، من هذه الكلمة لأوباما بدأ المسلسل الكيماوي في المناطق التي يحتلها المسلحون، بعد تصريح أوباما بأيام أرادت أميركا دعم الجيش الحر لأنها أحست بأن جميع التنظيمات الإسلامية والقاعدية بمختلف مسمياتها هي جميعها تتبع للقاعدة جيش الإسلام وأحرار الشام قاعدة أو أخوان وغيرها، هذه التنظيمات التي تحمل إيديولوجيا متطرفة لا يوجد لها أي حاضنة أو قاعدة شعبية في سورية لذلك أرادت دعم ما يسمى بالجيش الحر في الغوطة بشكل عام ليتم الهجوم على دمشق بدعم أميركي ويسيطر المعارضون المعتدلون حسب الوصف الأميركي على دمشق.
سبوتنيك: سيد حسام أنت ابن الغوطة من دوما وعشت وعاصرت ونلت الكثير من هؤلاء الإرهابيين قبل أن تخرج من دوما نريد أن تحدثنا عن ماجرى بالظبط عن هذه الفبركات؟
حسام طالب: أنا تحدثت بهذه المقدمة كي أصل إلى أنه عندما تحسس الإرهابيون رؤسهم ومع تحسس الإرهابين لرؤسهم والتكفيريين وأصحاب الإيديولوجيا التكفيرية ووعود أوباما بأنه عندما يستخدم الكيماوي ستضرب الدولة السورية ودمشق عندها ثبت الإرهابيون كاميرات ضربة دمشق وبراء عبد الرحمن الإرهابي في جيش الإسلام علق على شاشة قناة العربية وعلى صفحته الرسمية على التواصل الإجتماعي بأنه ثبتنا الكاميرات ننتظر الضربة الأميركية كي ندخل دمشق ، وهذا الكلام موجود على صفحته وعلى وسائل الإعلام عام 2013 ، وهنا إستخدم جيش الإسلام الكيماوي ضد الجيش الحر في ذلك الوقت ليسيطر جيش الإسلام على الساحة في الغوطة الشرقية وعلى الغوطة بشكل عام ومن ثم يدخل دمشق ويكون هو بديل الدولة السورية بعد الضربة الأميركية التي تم التحضير لها.
سبوتنيك: طيب وفبركات مايسمى بالخوذ البيضاء هل كنت شاهداً عليه ؟
حسام طالب: سأصل إليها بعد قليل.
سبوتنيك: تفضل
حسام طالب: عندما ضرب جيش الإسلام الكيماوي بخبرة من شقيق علوش واسمه عبد الرحمن علوش هو درس علم الكيمياء في جامعة دمشق وعنده معمل للكيمياء في تركيا وفي الرياض، أعطاهم خبرات إستخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية، خرجت الصواريخ من مؤسسة العمران في دوما واتجهت بإتجاه زملكا في عام 2013 وكانت هذه الصواريخ محملة بالكيماوي، إذا هذه هي أول ضرية وكشفت لاحقاً هذه الضربات أنها مفبركة، لذلك لاتجد أحد يقول أننا كنا في عام 2013 نريد لجنة تحقيق، سأختصر لك الأمور كثيراً وحتى الأقمار الصناعية الروسية رصدت الصواريخ من مؤسسة العمران ساعة وقوع الضربة الكيماوية على زملكا و بإتجاه المناطق التي قالوا أنه إستخدم فيها السلاح الكيماوي، بعد هذا استخدموه في خان العسل، الدولة السورية طالبت بلجان تحقيق دولية وحيادية ولكن الجميع رفض وكانوا يريدون شهادات من الإرهابيين ، وفي خان شيخون وصولاً إلى اليوم، اليوم بعد التقدم الكبير للجيش العربي السوري هناك في سجون جيش الإسلام وفي سجون المنظمات الإرهابية في الغوطة الشرقية الآن مئات الأطفال يقتلون من البرد ومن الجوع ويصورونهم على أساس أنهم قتلوا بفعل الهجمات الكيماوية ليزيدوا الضغط على الدولة السورية ويتعاطف معهم الجميع على أن هؤلاء قتلوا بالسلاح الكيماوي وفي الحقيقة عندما يقتل الناس بالسلاح الكيماوي تظهر آثاره على أجسادهم، لكن هؤلاء يقولون أنه كيماوي ليتخلصوا من الأطفال الذين قتلوا في سجونهم، هذا الأمر أكيد، هناك مئات الأطفال في سجون جيش الإسلام والتنظيمات الإرهابية جيش الإسلام يقوم بسجن الأم وأطفالها وأهالي الغوطة وهناك شهادات كثيرة، وعندما تتحرر الغوطة ستظهر كل هذه الأمور والحقائق.
سبوتنيك: يعني أن كل ماتقوم بعرضه منظمة مايسمى بالخوذ البيضاء وكل ما يجري من فبركات هو خداع لانهم يحضرون بالظاهر إلى فعل شائن من هذ القبيل لذا نراهم هم يجهزون لمثل هذه التمثيليات؟
حسام طالب: حمورية قالوا من عدة أيام أنهم تم استخدام الكيماوي من قبل الدولة السورية ضد أهالي حمورية وقتل 26 طفل بالسلاح الكيماوي، في الأمس أهالي حمورية رفعوا العلم السوري ونادوا بخروج الإرهابيين، طيب لو أن الدولة السورية إستخدمت السلاح الكيماوي ضد أهالي حمورية فهل كانوا ليخرجوا رافعين العلم السوري ويطالبون بخروج الإرهابيين والمسلحين ويطالبون بدخول الدولة، للأسف الأهالي في الغوطة الشرقية هم عبارة عن متاريس يتمترس خلفها المجموعات والتنظيمات الإرهابية والتكفيرية.
سبوتنيك: أنت الآن خارج دوما؟
حسام طالب: نعم، أنا خرجت من دوما من عام 2012 بعد أن تم خطفي وتعذيبي خرجت، وأنا أحصل على المعلومات من أهالي دوما وأنا على تواصل بشكل دوري مع الأهالي في دوما، ومنظمة الخوذ البيضاء هي منظمة إرهابية بكل ماتحمله الكلمة من معنى، هذه المنظمة عندما يكون إنسان تحت الإنقاض أو تعرض لحادث ما تراهم لايقومون باسعافه ولا يقدمون له أي شيء وإنما يقومون بتصويره من كل الجوانب ومن ثم ينقذونه بطريقة استعراضية وهذه الطريقة الاستعراضية تقتله في بعض الأحيان، ما هذه الإنسانية التي تدعيها هذه المنظمات…!!! يعرضون الأطفال قتلى على أساس أنهم قتلوا بالسلاح الكيماوي، أما في الحقيقة هؤلاء الأطفال شهداء قتلوا ويقتلون على أيديهم أنفسهم، الأطفال الذين يقتلون في الغوطة الشرقية يتم استخدامهم للضغط على الدولة السورية، هذه المنظمات أسسها بريطانيون وأميركان، كما فعلوا في العراق.
سبوتنيك: يعني أنت تقول أن الأهالي فعلا يريدون الدولة لكنهم محجوزون ممنوعون ومحرومون من المساعدة ومن الخروج، وتستغلهم هذه المجموعات الإرهابية المسلحة وتصورهم سواء منظمة الخوذ البيضاء أو غيرها من المجموعات الإرهابية الأخرى ؟
حسام طالب: أنا أتحدث عن أمر خلال عشرة أيام أو خمسة عشر يوماً ستتكشف الحقائق بشكل كامل للعالم عن وضع الأهالي في الداخل، اليوم هناك لدي مناشدات للدولة السورية لإنقاذهم، اليوم جيش الإسلام وضع الأهالي في أقبية ووضع عليهم حراس لكي لايخرجوا إلى أماكن تواجد الدولة ليبقوا يتمترسون خلفهم، جيش الإسلام إينما يجد أهالي أو تجمع سكاني يضع راجمات صواريخ ويضع مقرات ويقصف دمشق والمناطق الآمنة في محيط دمشق، إذاً هؤلاء هم من يقتلون الأهالي وهم من يؤذون الأهالي و يتمترسون خلفهم، أمس محمد علوش يتحدث عن 10 مليون يورو وصلت إليهم كدعم من ألمانيا ويتقدم بالشكر لألمانيا على هذه المساعدة، أين هذه الملايين؟ وأين هذه الأموال؟ وأين تذهب هذه الأموال؟ ولماذا يجوعون أهالي الغوطة كل هذه السنوات ويضغطون عليهم طالما تصلكم هذه الأموال؟
هذه الأموال لدعم الإرهابيين، ولو كان الألمان أو الأميركان أو غيرهم من الدول التي تدعم الإرهاب وغيرهم صادقين ليقدموا هذه الأموال لمنظمات الإنسانية الصليب الأحمر ولجان الصليب الأحمر، ولكنت شاهدت جميع أهالي الغوطة الشرقية سواء المليونين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الدولة السورية و110 آلاف المتواجدين داخل في الغوطة لكانوا أنقذوا بهذه الملايين ولكن هذه الأموال وضعوا في جيب محمد علوش وفي جيب وائل علوان، هم ويستغلون الأهالي، محمد علوش يسكن في قصر هو وأولاده وأبناء البويضاني وأبناء قادة المجموعات الإرهابية، بينما أهلنا في الغوطة الشرقية منازلهم يتحصن فيها الإرهابيون ويفخخونها لتكون عند دخول الجيش العربي السوري منطقة مفخخة تصيبه بالضرر، إذاً هم لا يأبهون لأحد إلا لأنفسهم وجيوبهم و مشغليهم.
سبوتنيك: سيد حسام نحن لدينا معلومات أنك تتلمذت على يد زهران علوش في صغرك وهناك الكثير من الأمور والخفايا التي نتمنى الحديث عنها مستقبلا، عن إيديولوجية استخدام الكيماوي والسلوكيات التي تحكمها التوجهات والقضايا الدينية؟
حسام طالب: أجل زهران علوش كان أستاذي في المواد الشرعية وكنا نأخذ دروس الفقه على يد زهران علوش، هذا الأمر منذ عشرين عاماً وأكثر في دوما، ووالد زهران علوش عبد الله علوش كان يعطينا الدروس الدينية والسلفية والوهابية حصرا التي فيها الفكر واحد مع القاعدة، لأن الفكر السلفي والفكر الوهابي والقاعدة هو واحد والمنبع هو القاعدة ولذلك أنا عندما أتحدث عن الناحية الشرعية لهذه التنظيمات التكفيرية وأقصد بـ "التكفيرية” ما أقول لا إسلامية بل هي تكفيرية عن علم محد.
سبوتنيك: يعني هناك شريعة تشرع القتل والذبح واستخدام الأطفال وحتى السلاح الكيماوي؟
حسام طالب: هذه التنظيمات عندما تريد القيام بأي شيء تلجأ إلى إستخدام وتطبيق الفتاوى التي تعطى لها وتستند عليها لتمارس العمل الإجرامي بإسم الدين ، لذلك نشاهد هناك كتاب لأبي بكر الناجي يتحدث فيه عن إدارة التوحش، وأصل عنوان الكتاب "إدارة التوحش”، يقول هذا الكتاب أن قطع الرؤوس والرمي من الشاهق والحرق والإغراق هي ضرورة لنشر الدولة الإسلامية بحسب وصفهم، وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام هذا الفكر مسيء للإسلام، يتحدث أيضاً أبو محمد المقدسي وهو أردني وموجود في الأردن الآن يتحدث عن أن استخدام السلاح الكيماوي هو ضرورة من الضرورات للنصر يقول أبو محمد المقدسي وكذلك أبو بكر الناجي يقول أيضا نفس الكلام ولكن بطريقة أخرى، يقول المقدسي بالحرف إستخدام الكيماوي والجرثومي ضد أعداء الله، الضرورة في أمس حاجاتها "أنظر إلى هذه الكلمة الضرورة بأمس حاجاتها "، ولا مانع من استخدامها، هم لديهم عشرات الفتاوى التي تبيح المحظورات، ولو أردت عن الفتاوى التي تأتي في إطار الضرورات تبيح المحظورات الكلمات والمقالات التي يكتبها التكفيريون في قتل الأطفال لا مانع من قتل الأطفال، وأنا عم زهران علوش الذي هو سعيد سلون وموجود في الرياض الآن قال لي شخصياً عندما سألته إذ حدثت حرب أهلية في سوريا سوف يقتل الأطفال ومعهم أبرياء كثر.. فهل يجوز؟ فأجاب لا مانع من أن يقتل الطفال المهم أن ننتصر، وهذا الكلام قاله لي خلال حديث مباشر بيني وبينه في عام 2011 وهو أول رئيس هيئة شرعية في الغوطة الشرقية التابعة للجماعات التكفيرية إذا هم لامانع لديهم من قتل الأطفال واستخدام الكيماوي وكل شيء في سبيل تحقيق مشروعهم وهو في الحقيقة ليس مشروعهم كأشخاص، وإنما هو مشروع الدول الكبرى التي تريد ضرب البلاد العربية بشكل عام.
سبوتنيك: هناك الكثير من الأمور والمحاور المهمة التي لا يجب أن تغيب عن الرأي العام نتمنى في المستقبل أن نتابع كشف هذه الحقائق؟
حسام طالب: ستكون شهادات إن شاء الله عن الواقع ، الوهابية أو أي فصيل تكفيري يريد أن يظهر أن هناك بيئة حاضنة في الحقيقة لاتوجد بيئة حاضنة هم دخلوا بالقتل والسيف وسيطروا على هذه البلدات والمدن لكن أهالي الغوطة اليوم محاصرون وهم أسرى ورهائن عند هذه التنظيمات، وأيضا أهالي إدلب يقولون أن هناك تهجير من الدولة السورية وتريد لأهالي الغوطة، من هجر مليوني إنسان وعائلة من الغوطة الشرقية هم جيش الإسلام والفصائل الإرهابية الأخرى وجبهة النصرة هم من هجروا أهالي الغوطة، ومن بقي منهم 110 آلاف مدني من أصل عدد السكان الكلي البالغ مليونين وثلاثمائة ألف، إذا هل هناك بيئة حاضنة؟
أجرى الحوار نواف إبراهيم