الهجرة غير الشرعية هي احدى المعضلات التي تواجهها القارة العجوز في العصر الحالي، خاصة مع تصاعد وتيرة الازمات في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا.
وتسببت الهجرة غير الشرعية بمجموعة من المشاكل الاقتصادية والديموغرافية والأمنية في اوروبا، إضافة إلى أنها تؤدي إلى إدخال أعداد كبيرة من المهاجرين إلى أسواق العمل خلال فترة زمنية قصيرة، ما دفع بالاتحاد الأوروبي إلى تخصيص خطط مالية هامة بهدف السيطرة على تدفق المهاجرين.
وتعتبر ايطاليا في مقدمة الدول التي تعاني الهجرة. ماتيو سلفيني وزير الداخلية الايطالي الجديد الذب اعرب مرارا عن استيائه الشديد من الهجرة غير الشرعية في بلاده، هو في الاصل زعيم حزب "رابطة الشمال" المتطرف. سلفيني فرض نفسه في المشهد السياسي الإيطالي بعد تصدره نتائج تحالف اليمين واليمين المتطرف الذي يضم حزب "فورتسا إيطاليا" لسيلفيو برلسكوني وأحزاب متطرفة صغيرة أخرى. يقول البعض عن هذا السياسي الشاب بانه يقلد ترامب وبوتين ويريد أن "يصفي حساباته" مع الاتحاد الأوروبي.
عرف سالفيني كيف يجذب أنظار الإعلام إليه مستخدما في كل مرة تصريحات استفزازية، مثل تلك التي اقترح فيها تخصيص مقاعد للإيطاليين الأصليين في المواصلات العامة.
وكانت اخر التصريحات الغير مسؤولة لسلفيني، اتهامه لتونس بأنها تصدر إلى بلاده المدانين بأحكام جنائيةـ بحسب تعبيره. اصدر الوزير الايطالي هذه التصريحات خلال أول زيارة له إلى صقلية (أقصى الجنوب) للوقوف على الوضع في الجزيرة في ظل استمرار الهجرة غير الشرعية بحراً.
وقال سالفيني ان "تونس بلد حر وديمقراطي لكنه لا يقوم بتصدير الأشخاص المحترمين، بل في أحيان كثيرة المدانين بأحكام جنائية بالسجن"، على حد تعبيره.
وتابع: "سأتحدث إلى نظيري التونسي حول وجود المهاجرين التونسيين غير الشرعيين، إذ لا يبدو لي أن هناك حروبا أو أوبئة أو مجاعات في تونس".
في المقابل، عبرت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بلاغ، الاثنين عن استغرابها من تصريحات ماتيو سلفيني، وقالت الوزارة إنها استدعت السفير الإيطالي في تونس لإبلاغه استنكار تونس الشديد من مثل هذه التصريحات التي لا تعكس مستوى التعاون بين البلدين في مجال معالجة ملف الهجرة، وتنم عن عدم إلمام بمختلف آليات التنسيق القائمة بين المصالح التونسية والإيطالية لمواجهة هذه الظاهرة.
وإثر اللقاء مباشرة اتصل الدبلوماسي الإيطالي بالخارجية التونسية، حيث صرح بأن وزير الداخلية كلفه بإبلاغ السلطات التونسية أن تصريحاته أخرجت عن سياقها وأنه حريص على دعم التعاون مع تونس في مجالات اختصاصه.
يبدو ان تصريحات ماتيو سالفيني الاخيرة عن تونس لن تكون الاخيرة ضد بوابات الهجرة الى بلاده خاصة انه معروف عنه عدائه للإسلام وللمهاجرين غير الشرعيين حيث وعد أنه في حال أصبح رئيسا للحكومة الإيطالية فسيقوم "بإبعادهم في ظرف 15 دقيقة فقط".