تنوي الولايات المتحدة في فترة ترامب تزويد الدول العربية لمواجهة إيران بسحب قواتها من الشرق الأوسط، و في هذا الصدد أعلن بومبیو صراحة خطة الناتو العربي لمواجهة إيران، و في العقيدة الأمريكية الجديدة يمكننا ذكر ثلاث ميزات مهمة: تكثيف عملية تطبيع العلاقات بين الکيان الصهيوني والعالم العربي، و تصاعد الخوف من ايران وزيادة الضغط على طهران، وسحب القوات العسكرية الأمريكية من المنطقة مع السعی الی تشغيل الناتو العربي.
كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبیو النقاب عن عقيدة إقليمية أمريكية جديدة خلال رحلتها إلى الدول العربية، وفي هذه الرحلات خطابه في القاهرة له أهمية كبيرة لأن القاهرة كانت دائما مكانا لإعلان العقائد الإقليمية الأمريكية، و في الواقع منذ زمن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية لجورج بوش حتی الرئيس الامریکي السابق باراك أوباما ووصولا الی بومبیو تم اختيار القاهرة للكشف عن السياسات الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، وقالت رايس في عام 2005 في الجامعة الأمريكية بالقاهرة إنه طوال 60 عامًا ضحى بلدي الولايات المتحدة بالديمقراطية من أجل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لكننا لم نحصل علی اي منهما، و في الواقع أعلنت رايس العقيدة الأمريكية الجديدة لدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط و بالطبع متزامنا مع حرب استباقية، و بعد أربع سنوات أقر أوباما في القاهرة في عام 2009 بأخطاء الغرب ضد العالم الإسلامي ودعا إلى "بداية جديدة"، والآن في عام 2019 تم ترشيح القاهرة أيضًا للإعلان عن عقيدة اقلیمیة أمريكية جديدة.
أعلن بومبیو في القاهرة عن بداية "انطلاقة جديدة حقيقية" میزتها الابرز هي المواجهة مع إيران، و ذکر بومبیو 27 مرة اسم إيران في خطابه الذي شمل 3500 کلمة واکد اننا سنجعل الضغوط أكثر صعوبة طالما أن إيران لا تغير سلوكها كدولة طبیعية، وبالإضافة إلى ذلك فإن تدويل المواجهة مع إيران هو أيضًا أحد محاور عقيدة ترامب و لهذا الغرض من المقرر ان تعقد يومي 13 و14 فبرايرقمة معادية لإيران تستضيفه الولايات المتحدة في بولندا، و بشكل عام كما أكد المحلل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط بول بيلار يمكن وصف خطاب بومبيو على النحو التالي:«الحرب ضد ايران، الحرب ضد اوباما و اشياء اخری قلیلة».
و بطبيعة الحال فإن خطاب بومبيو في القاهرة يُدعى إلى حد ما نفس ادعاءات أوباما ولكن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي يعتقد أن هذه المحاضرة كانت متوافقة مع عقيدة نيكسون غالبا وأعلن الرئيس الامریکي ريتشارد نيكسون في عام 1968 عن عقيدته في غوام التي شددت على انسحاب القوات الأمريكية من شرق آسيا وانه مدد نفس السياسة إلى مناطق أخرى بما في ذلك الشرق الأوسط، لذلك کما تعبت الولايات المتحدة من حرب فيتنام في زمن نيكسون تبدو الآن متعبة ايضا بسبب الإخفاقات الإقليمية، و لهذا السبب تحاول احالة هذه المسوولية الی الدول العربية عن طريق سحب قواتها من الشرق الأوسط.
يبدو أن عقيدة ترامب هي مزيج من عقيدة نيكسون وريغان و كانت عقيدة نيكسون تتضمن عدم ارسال قوات بریة أميركية لدعم حلفاء الولایات المتحدة التي کانت تترجم في الشرق الأوسط سياسة ودية مع إيران والمملكة العربية السعودية، إن عقيدة ريغان هي أيضاً مؤيدة للحركات التخريبية لتغيير النظام، و في الواقع فإن عقيدة ترامب هي مزيج من عدم نشر القوات البرية القتالية جنبا إلى جنب دعم الجماعات التخريبية تجاه دول عدم الانحياز.
بحسب ما قيل تنوي الولايات المتحدة في فترة ترامب تزويد الدول العربية لمواجهة إيران بسحب قواتها من الشرق الأوسط، و في هذا الصدد أعلن بومبیو صراحة خطة الناتو العربي لمواجهة إيران، و في العقيدة الأمريكية الجديدة يمكننا ذكر ثلاث ميزات مهمة: تكثيف عملية تطبيع العلاقات بين الکيان الصهيوني والعالم العربي، و تصاعد الخوف من ايران وزيادة الضغط على طهران، وسحب القوات العسكرية الأمريكية من المنطقة مع السعی الی تشغيل الناتو العربي.
على الرغم من أن سياسة الولايات المتحدة للسنتين الأولى من رئاسة ترامب شملت بعض جوانب العقيدة الجديدة لكن في السنتين المتبقيتين من رئاسة ترامب سيتم تطبيق العقيدة الجديدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، و ان النقطة المهمة هي أنه كما أكد الأستاذ في جامعة هارفارد ستيفن والت فإن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على هزيمة بلد شرق أوسطي خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، لذلك ستواجه عقيدة ترامب الجديدة العديد من التحديات.