إن اتجاه الاحداث الأخيرة في منطقة غرب آسيا كان بحیث ان بعض الدول العربية من أجل التعامل مع التهديدات مثل الجماعات المسلحة المتطرفة وعلى وجه التحديد مجموعة داعش وكذلك لمواجهة ما يعرف بخطر زيادة التأثير الإقليمي للجمهورية الإسلامية تحاول لانشاء قوة عسكرية عربية.
يعود تاريخ فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة إلى التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط و تعود الی فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تمكنت بعض الدول العربية من الحصول على الاستقلال و أدركت أنها تواجه بعض التهديدات الداخلية والخارجية، ومع ذلك فإن اتجاه الاحداث الأخيرة في منطقة غرب آسيا كان بحیث ان بعض الدول العربية من أجل التعامل مع التهديدات مثل الجماعات المسلحة المتطرفة وعلى وجه التحديد مجموعة داعش وكذلك لمواجهة ما يعرف بخطر زيادة التأثير الإقليمي للجمهورية الإسلامية تحاول لانشاء قوة عسكرية عربية.
ان التطورات التي تسمی "الربيع العربي” ادت الی مخاوف امنیة لبعض الأنظمة العربية التي نجت من هذا التحول، وقادت هذه الدول إلى إطلاق مشروع دفاع مشترك في أواخر عام 2013 شمل الدول العربية في الخليج الفارسي والأردن والمغرب العربي، لكن الخلافات الداخلية بين دول الخليج الفارسي فيما يتعلق بقضية جماعة الإخوان المسلمين و شکوک الأردن والمغرب العربي تسببت في عدم حصول هذا المشروع علی اي نتيجة مرجوة، ومع ذلك في أبريل 2015 أصدرت جامعة الدول العربية مرة أخرى بيانًا حول إنشاء قوة مشتركة ضد التحديات الأمنية التي لم تتضمن دولًا مثل سوريا والعراق ولبنان، ويمكن القول أنه بسبب عدم قبول الدول العربية القريبة من إيران كان لهذه القوة شكل عربي وسني، وهذا في الوقت الذي تمت فيه مناقشة قضية إنشاء الحلف العربي مرة أخرى خلال اجتماع مع وزير الخارجية مايك بامبو في سبتمبر الماضي مع وزراء خارجية بعض الدول العربية.
بالنظر إلى التطورات الأخيرة في المنطقة وعلى وجه الخصوص التطورات في سوريا وإعلان الولايات المتحدة عن عزمها على الانسحاب من البلاد فإن السؤال المطروح هو انه مع تأسيس قوة تسمى "الناتو العربي" ما هو الدور الذي یمکن أن نتصوره لهذه القوة في سوريا؟ ردا على هذا السؤال يجب القول بأنه يبدو أن دور الناتو العربي في سوريا يقتصر على النفوذ الإيراني مع الهدف العام لخلق الموازنة امام النفوذ إلايراني في العراق وسوريا، و في الواقع بناءً على الخطة التي يتبعها الأمريكيون في سوريا يلعب كل من القوى الإقليمية دورًا في تحقيق الهدف أعلاه. بطريقة تسمح لتركيا ببقاء قوات لها في مناطق في سوريا قريبة من حدود تركيا ومناطق من منبج وتل أبيب على النحو الذي تسمح به بالناتو العربي ايضا للعمل في قواعد "الزکف” و”التنف”، وكذلك في قاعدة "الأسد” في العراق وبعض القواعد بالقرب من حدود العراق وسوريا و هکذا يتم منع استعادة السلطة لداعش و تتم مواجهة ما يسمى بالنفوذ الإيراني کذلک، وبالطبع يجب الإشارة أيضًا إلى ان قضايا مثل الوجود القانوني لإيران في سوريا - كدولة تعمل بناءً على طلب حكومة دمشق في سوريا- واستدامة العناصر التي تهدد أمن المنطقة ادت إلى سعي الولايات المتحدة لتقييد نفوذ إيران، وليس إنهاءه، في سوريا.
و نهاية القول هو أن الحكومة الأمريكية الحالية تسعى إلى تقسيم التكاليف وإنشاء تحالفات إقليمية والدور المقصود لإنشاء قوة تسمى "الناتو العربي" هو أيضا في هذا السياق.