في نظرة عامة على هذا المؤتمر و إلى جانب النهج المناهض لإيران الذي صمم له الصهاينة والأميركيون، ان رئيس وزراء الکيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ركز على قضيتين مهمتين لمستقبله السياسي في الساحة الداخلية و الخارجية لإسرائيل
منذ أن طرحت الولايات المتحدة مسألة عقد مؤتمر وارسو کان الکيان الصهيوني ونتنياهو ياملان في أن يتمكنا من السيطرة على محور المقاومة و علی راسه جمهورية إيران الإسلامية في منطقة غرب آسيا باستخدام النفوذ الامریکي ويواجهان ما يسمى "التحديات" التي تواجهها إسرائيل في المنطقة، ولكن على الرغم من الجهود المبذولة في هذا المجال فشلت واشنطن وتل أبيب في جلب الجهات الإقليمية وعبر الاقليمية معهم لمواجهة إيران، كما أن التواجد الادني للعديد من الدول في هذا الموتمر قد أكد ذلك أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك أجبر المنظمون على عقد هذا المؤتمر تحت عنوان "مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط".
في نظرة عامة على هذا المؤتمر و إلى جانب النهج المناهض لإيران الذي صمم له الصهاينة والأميركيون، ان رئيس وزراء الکيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ركز على قضيتين مهمتين لمستقبله السياسي في الساحة الداخلية و الخارجية لإسرائيل:
الاول: تطبيع العلاقات مع الدول العربية؛ لا شك في أن مؤتمر وارسو يمكن اعتباره خطوة رئيسية نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والدول التي تتماشى مع السعوديين، وقد حاول الجانبان اظهار علاقتهما كحدث عادي و بالإضافة إلى ذلك سعی السعوديون في هذا الاتجاه الی التحايل على القضية الفلسطينية، حيث انه لا تطرح مطالب الفلسطينيين في مجال دراسة تطبيع العلاقات بينهم و بين الکيان الصهيوني، ولا حتى ضمن إطار اتفاق أوسلو، ومن ناحية أخرى فإن ما يجري السعی إليه الآن تحت عنوان تطبيع العلاقات يمكن ان يستخدم أيضاً في اطار ما يسمى مشروع "صفقة القرن" و هي خطة تحاول الحكومة الأمريكية تحقيقها بغض النظر عن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها فيما سبق في الصراع العربي الإسرائيلي.
الثاني: الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية؛ مع استقالة وزير الخارجية الاسرائیلیة السابق أفيغدور ليبرمان و ثم حل حکومة هذا الکيان من المقرر إجراء انتخابات برلمانية جديدة في أبريل القادم و سيكون لدى بنيامين نتنياهو أكبر فرصة للفوز في الانتخابات على أساس استطلاعات الرأي، رغم انه لقد اضطرالی ان یتوحد مع الأحزاب الأخرى من أجل تشكيل الحكومة و هذا امر سیودي الی تشکیل حکومة ائتلافیة وهشة مرة اخری، ومع ذلك ظل یعمل نتنياهو بجد في الأسابيع الأخيرة لاستغلال الفرص المتاحة لتعزيز موقعه في الانتخابات المقبلة، وأحد هذه الفرص كان مؤتمر وارسو الذي حاول نتنياهو في مواقفه اثارة قضايا من شانها مساعدته في الانتخابات، و في الواقع كان جهد نتنياهو هو تسليط الضوء على القضايا الأمنية والتحديات والتهديدات التي تواجهها إسرائيل في هذا المجال.
بشكل عام يمكن القول إن مؤتمر وارسو كان فرصة مثالية لبنيامين نتنياهو لتحقيق أقصى استفادة منها، وليتم عرض صور له يظهره بين القادة العرب و هذه الصور هي التي تلهم هذا الرأي للجمهور الإسرائيلي و علی الرغم من السياسات الصارمة التي يتبعها نتنياهو في القضية الفلسطينية الا انه لقد تمكن من اتخاذ خطوات کبیرة في التواصل مع الدول العربية والأهم من ذلك أنه لم یعط الفلسطينيين شيئا.