الهروب من العزلة هو هدف مهم للجولة الآسيوية لبن سلمان

موقع البصیرة / محمدرضا مرادي

بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولته إلى الدول الآسيوية يوم الأحد ، متجها إلى باكستان. وكان من المقرر أن يزور بن سلمان  باكستان والهند والصين واندونيسيا وماليزيا خلال هذه الجولة.و لأسباب غير معروفة ، ألغيت الرحلة إلى ماليزيا وإندونيسيا. و بطبيعة الحال قدمت بعض وكالات الأنباء ،خوف بن سلمان من الاحتجاجات الشعبية في إندونيسيا وماليزيا كسبب له.فقد أعلن الخبراء أهداف ولي عهد المملكة العربية السعودية من جولته. لكن النقطة المشتركة في تحليل الخبراء هي أن بن سلمان يبحث عن طريقة لهزيمة العزلة الدولية الناجمة عن مقتل خاشقجي.و  تعتقد قناة الجزيرة التلفزيونية أن الجولة الآسيوية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سليمان كانت تهدف إلى كسر عزلته الدولية.

ولي العهد السعودي،محمد بن سلمان ، الذي كان يحلم بالوصول إلى عرش المملکة، واجه عزلة دولية شديدة بعد مقتل الصحافي السعودي ، جمال خاشقجي. وقد قدمت وكالة المخابرات المركزية ، جنبا إلى جنب مع الكونغرس في هذا البلد ، بن سلمان كسبب رئيسي لمقتل خاشقجي، داعيين إلى حظرالسلاح السعودي.و لقد کانت هذه القضية مكلفة جدا لبن سلمان. و جدير بالذکر انه حاول قبل بضعة أشهر إنهاء هذه العزلة بالسفر إلى الدول الأفريقية ، لكن الاحتجاجات الشعبية الضخمة، وخاصة في تونس ومصر ، سببت فشل بن سلمان في تحقيق اهدافه. وهو الآن يحاول أن يعمل بجد أكبر للهروب من هذه العزلة عن طريق السفر إلى باكستان والهند والصين.و  بطبيعة الحال ، أدت شدة الاحتجاجات الشعبية في باكستان العديد الی ان یعتبر العدید من الخبراء هذه الزیارة زیارة فاشلة. وعلى الرغم من إسلام أباد،العاصمة الباكستانیة تحولت الی ثکنة عسكرية و القیت القبض علی العدید من المعارضین لكن الناس جاءوا إلى الشوارع واحتجوا على بن سلمان.

الهدف الثاني لبن سلمان هو محاولة تفعيل وثيقة رؤية 2030. وهو یحاول من خلال تطوير العلاقات الاقتصادية وتنويع شركائه الاقتصاديين ، فإنه يحاول توفير الأرضية لتخفيف الاعتماد على النفط الی حد کبیر. و بالتالي كان يسعی في هذه الزيارة الی التوقيع على عقود اقتصادیة کثیرة مع باكستان في رحلة مثل صفقة بقيمة 20 مليار دولار.

الهدف الآخر لرحلة بن سلمان إلى باكستان هو إقناع هذا البلد بالمشاركة الفعالة في التحالف المناهض لليمن. و لقد سعت المملكة العربية السعودية الی مرافقة باكستان معها في الحرب اليمنية ، لكنها لم تكن ناجحة في السنوات الاربع الماضية. ولقد أصبحت الأزمة الاقتصادية الباكستانية في الوضع الحالي ذريعة اساسية لإجبار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان على المشاركة في الحرب اليمنية. يتم الإعلان عن احتياطيات العملة الباكستانية بمبلغ 8 مليارات دولار فقط. و النقطة الأساسية هي أنه قبل أيام قليلة من زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى باكستان ، قام وفد من ما يسمى تحالف مكافحة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية بالسفر إلى إسلام أباد لأول مرة. و کان يراس هذا الوفد، الجنرال راحيل شريف ، قائد الجيش الباكستاني السابق. و هذا الامر يعنی احتمالیة المزید من مرافقة باكستان مع المملكة العربية السعودية في الحرب اليمنية.

بطبيعة الحال ، هذه الزیارة التي قام بها بن سلمان هي أيضا نوع من المنافسة على قطر. وقبل ذلك ، سافر امير قطر، شيخ تميم بن حمد آل ثاني ، إلى العديد من البلدان في المنطقة ، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية واليابان ، لتوسيع العلاقات بين قطر وآسيا. ولذلك يسعى محمد بن سلمان إلى معارضة جهود قطر لتوسيع العلاقات مع لاعبي شرق آسيا عن طريق السفر إلى الدول الآسيوية.و  بشكل عام ، يحاول بن سلمان ن توفير الأرضية لانهاء عزلته  عن طريق زيادة جولاته الإقليمية والدولية. و بالطبع ، هناك أهداف أخرى يتم اتباعها و ربما يمكننا أن نذكر هذه الأهداف تحت هذا الهدف العام.