قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قدّمت تقريرها النهائي بشأن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما السورية في 7 أبريل 2018، وعلى الرغم من محاولات وسائل الإعلام الغربية لإشهارها "كدليل" على أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية في دوما، إلا أن التقرير لم يذكر شيئاً من هذا القبيل.
في الواقع، فشل التقرير في ربط أي من الوفيات الـ 43 المزعومة بالكلور الظاهر في مكان الهجوم المزعوم، وكانت ادعاءات الهجوم قد تمّت من قبل مسلحين مدعومين من أمريكا عشية هزيمتهم - مع استعادة الجيش السوري لدوما في اليوم التالي.
وزعمت التقارير الأولية أنه تم نشر أسلحة سارين أو الكلور الكيميائية من خلال استخدام عبوتي غاز أصفر تم تعديلهما على شكل قنابل، ولم يعثر مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على أي نوع من أنواع السارين.
وبينما يشير التقرير إلى استخدام عبوتين من الغاز أصفر معدلتين في الهجوم، ويبدو أنهما أسقطتا في مبنيين (الموقعان 2 و 4)، يذكر التقرير أيضاً أن مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد عثروا على علبة مماثلة تقريباً في ورشة عمل يستخدمها المسلحون لبناء الأسلحة.
وقال الموقع الكندي إن الهجوم "الكيماوي" المزعوم دفع أمريكا وبريطانيا وفرنسا إلى شن ضربات صاروخية ضد أهداف عسكرية سوريّة في 14 أبريل 2018، قبل وقت طويل من وصول أول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مواقع الهجوم المزعوم في 21 أبريل، بينما لا يوجد ارتباط بين الكلورين والجرحى.
وأشار الموقع البارز إلى أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يشير إلى أنه لا يمكن الربط بين أدلة الفيديو والصور الفوتوغرافية الخاصة بالضحايا المزعومين للتعرض الكيميائي مع أي مادة كيميائية محددة بما في ذلك آثار اكتشاف مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وتشير العديد من العلامات والأعراض التي أبلغ عنها العاملون في المجال الطبي والشهود والخسائر (وكذلك تلك التي شوهدت في العديد من أشرطة الفيديو التي يقدمها الشهود)، وسرعة ظهورهم، والعدد الكبير للضحايا الذين تعرضوا لاستنشاق مواد سامة، ومع ذلك، واستناداً إلى المعلومات التي تمّت مراجعتها ومع عدم وجود عينات طبية أحيائية من الجثث أو أي من سجلات التشريح، ليس من الممكن حالياً ربط سبب العلامات والأعراض بدقة مع المادة الكيميائية المحددة.
وفي حالات أخرى، يستشهد تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالشهود - بمن فيهم الموظفون الطبيون الذين يزعم أنهم شاهدوا ضحايا الهجوم المفترض- الذين أعربوا عن شكوكهم في وجود أي مواد كيميائية على الإطلاق.
وأكد عدد من الموظفين الطبيين الذين تمت مقابلتهم والذين زُعم أنهم كانوا موجودين في قسم الطوارئ في 7 أبريل / نيسان أن عرض الضحايا لم يكن متوافقاً مع ما كان متوقعاً من هجوم كيميائي.
كما أفادوا بعدم وجود خبرة في علاج إصابات الأسلحة الكيميائية. وذكر بعض من أجريت معهم المقابلات أنه لا تخرج رائحة من المرضى، في حين أعلن شهود آخرون أنهم شعروا برائحة الدخان على ملابس المرضى.
وتشير الحسابات الأخرى التي استعرضتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن عدداً كبيراً من الضحايا تعرضوا لاستنشاق الدخان والأتربة بسبب القصف التقليدي.
وذكر بعض الشهود أن العديد من الأشخاص لقوا حتفهم في المستشفى في 7 أبريل / نيسان نتيجة القصف الشديد وأن الاختناق بسبب استنشاق الدخان والغبار.
وإن ما يقرب من 50 جثة مستلقية على أرضية قسم الطوارئ في انتظار الدفن، وذكر آخرون أنه لم تحدث وفيات في مستشفى دوما في 7 نيسان / أبريل وأنه لم يتم إحضار جثث إلى المستشفى في ذلك اليوم.
ومن كل ما سبق نجد أن تقارير الشهود المتضاربة، وعدم وجود أي دليل يربط بين الكلور وحتى الموت الوحيد في 7 أبريل، وغير ذلك من التناقضات تجعل من المستحيل استخدام استنتاجات التقرير "كدليل" على أن الحكومة السورية قامت بهجوم كيميائي قاتل عشية انتصارها في دوما، في حين ركزت وسائل الإعلام الغربية على استنتاج التقرير بأن الكلور كان موجوداً وربما كان ناتجاً عن العلبتين اللتين يبدو أنهما قد تم إسقاطهما على بنايتين في المنطقة، فقد تم الكشف عن نتيجة حاسمة أخرى بشكل متوقع.