اكدت الأكاديمية السعودية المعارضة، مضاوي الرشيد، إن السعودية تساوي الآن بين الرجال والنساء في التعذيب داخل السجون والمعتقلات، مشيرة إلى أن عديد الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة مكثن شهورا في السجن، تعرضن خلالها لمعاملة بشعة على أيدي السلطات السعودية.
وقالت الرشيد في مقال لها نشرته صحيفة "ميدل إيست آي" أن النساء يعاملن من قبل السلطات السعودية مثلهن مثل الرجال تماما، فهن يعتقلن ويتعرضن للتعذيب بتهم مبهمة، هي في الأغلب باطلة، وتتراوح بين الخيانة إلى اتهامات بأنهن عميلات لحكومات أجنبية.
ولفتت إلى أن الكثير من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة يواجهن تهما بتقويض الأمن السعودي الداخلي، وبإنشاء خلايا سرية وتجنيد الفتيات اللواتي يعملن في القطاع الحكومي، وكثير منهن يقبعن في السجن منذ منتصف عام 2018، وقد تواجه العديد منهن عقوبة الموت.
وفيما تنفي السعودية استخدام التعذيب داخل السجن، قالت الرشيد، إن السلطات لم تستجب لمطالب منظمات حقوق الإنسان العالمية بإجراء تحقيق مستقل، والسماح لمراقبين بزيارة الناشطات المعتقلات، للاطلاع على أحوالهن، والتأكد من مزاعم تعذيبهن.
وأشارت الرشيد إلى ما تعرضت له الناشطة لجين الهذلول من تعذيب داخل السجن، وقالت إن التفاصيل صاعقة وقاسية، بما في ذلك مزاعم بتعرض الهذلول للضرب والتعذيب بالإيحاء بالغرق في الماء وبالصعق الكهربائي، والتهديد بالاغتصاب بل وحتى بالقتل.
وتابعت: "يبدو أن الجلادين الذين يمارسون التعذيب يتصرفون دونما خوف من أي حساب أو مساءلة، بل تكشف التفاصيل الصادمة لعنف الدولة المريع الذي تعرضت له الهذلول عن الجانب المظلم لنظام عازم على إسكات المخالفين وخنق حركة نسائية ناشئة".
وفي ما يتعلق بالتضامن مع المعتقلين داخل السعودية قالت الرشيد: "لا يوجد مجال للتضامن النسائي مع الناشطات المعتقلات وذلك نظراً لمحدودية الفرص المتاحة أمام النساء في العربية السعودية، رغم كل البهرجة والدعاية، هذا بالإضافة إلى أن النساء اللواتي يتم تعيينهن في مناصب عليا يرغبن في البقاء في مناصبهن تلك، وإن أمكن إلى الأبد، والولاء للنظام شرط أساسي لضمان ذلك، ولا ينجو من العقاب الشديد كل من تسول له نفسه الصدح بأي انتقاد مهما كان عابراً".
وشددت على أن القتل الذي يجري داخل السجون السعودية لا يحظى بكثير من التغطية والاهتمام حتى الآن، مشيرة إلى أن تعذيب الهذلول سوف يكون عاراً على الرجال السعوديين الذين لم ينشطوا في سبيل إطلاق سراحها.
المصدر: عربي 21