آفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن وكالة موهوبين Endeavor الأمريكية أعادت استثمارات بقيمة مئات ملايين الدولارات للسعودية وألغت عقودها مع المملكة، بسبب قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته أمس الجمعة، إلى أن أرييل إيمانويل، المدير التنفيذي للوكالة الضخمة التي تعمل مع شخصيات بارزة في مجال الرياضة والموسيقى والتلفزيون والسينما والأزياء وغيرها من مجالات الترفيه، ساعد الربيع الماضي في تنظيم حفلة فاخرة في هوليوود بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي اتفاقية للاستثمار في الشركة بقيمة 400 مليون دولار لتمويل نمو المؤسسة واستخدام خدماتها في تنويع اقتصاد المملكة من خلال تطوير قطاع الترفيه.
إلا أن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي دفعت الوكالة الأمريكية إلى تغيير موقفها جذريا، حيث أكد مصدران مطلعان لـ"نيويورك تايمز" أن Endeavor أعادت إلى الرياض جميع استثماراتها وقطعت فعليا علاقاتها مع قادة المملكة.
وذكرت الصحيفة أن إيمانويل انضم إلى جوقة رجال الأعمال الأمريكيين الذين قرروا قطع العلاقات مع المملكة على خلفية قضية خاشقجي، ونقلت عنه وصفه لقضية الصحفي السعودي أثناء فعالية أقيمت في مدينة كان الفرنسية في 15 أكتوبر الماضي بأنها "أمر مقلق للغاية".
وأفادت الصحيفة بأن المدير التنفيذي لـEndeavor سبق أن أبلغ مسؤولين سعوديين عبر قناة خاصة عن نيته إعادة الاستثمارات، وأشار شخص مطلع على الموضوع للصحيفة إلى أن إيمانويل لديه مخاوف من رد فعل سعودي محتمل، ولذا استعان بخدمات حارس شخصي في بعض الرحلات مؤخرا.
ورفضت الوكالة وصندوق الاستثمارات السعودي على حد سواء التعليق على الموضوع للصحيفة.
وفي أكتوبر الماضي، اعترفت السعودية، بعد عدة روايات متناقضة، بأن خاشقجي قُتل على أيدي فريق أمني عقب دخوله مبنى قنصليتها لدى اسطنبول، وجرى تقطيع جثته والتخلص منها بمساعدة "متعاون محلي".
ووجهت النيابة العامة السعودية اتهامات رسمية بالتورط في القضية إلى 11 شخصا وطالبت بإعدام 5 منهم، كما تجري تحقيقات مع 10 أشخاص آخرين، لكن بعض الدول، وفي مقدمتها تركيا التي تجري تحقيقها الخاص في القضية، اتهمت السلطات السعودية بمحاولة حماية مسؤولين رفيعي المستوى متورطين في مقتل الصحفي.