كشف موقع "إمارات ليكس" عن استخدام النظام الحاكم في الإمارات لأدوات "إجرامية مشبوهة"، لكسب نفوذ خارجي يمكنها من أن تكون دولة محورية في الشرق الأوسط.
وقال الموقع الإماراتي المعارض ومقره بريطانيا، في تحليل نشره أمس السبت، إن تلك السياسات التي يقوم بها ويديرها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد "أدت إلى سخط الإماراتيين والدول الأخرى وشعوبها".
وأكد التقرير قيام الإمارات منذ 2012 بدعم "الانقلابات في العالم العربي"، مشيراً إلى أنها "تساند الدكتاتوريات العربية، ودفعت مئات المليارات من الدولارات لنجاح تلك الانقلابات، أو من أجل تمدد النفوذ في الوطن العربي وشرق أفريقيا وشمالها على حساب المجتمعات العربية وعلى حساب استقرارها".
ودعمت دولة الإمارات باكراً قوى الثورة المضادة الممثلة أساساً في الأذرع المالية والأمنية والعسكرية والسياسية للأنظمة التي ضربتها أمواج الثورات، حيث آوت مبكراً عدداً هائلاً من القيادات التابعة للأنظمة القديمة بدول الربيع، وشكلت غرف عمليات معقّدة لإجهاض الثورات، وضرب المسارات الانتقالية وإعادة المنظومات القديمة إلى سدة الحكم، وفق التقرير.
ويشير التحليل إلى ظهور اسم الإمارات واضحاً في ليبيا من خلال دعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وفي مصر من خلال دعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى تدخلها العسكري المباشر في اليمن إلى جانب السعودية.
وأوضح أن هذا الدعم "تزامن مع حملة في الداخل الإماراتي لتصفية أبسط معارضة أو انتقاد للدولة في سياساتها الداخلية والخارجية، حتى وإن كانت محاولات تصويب لرأي أو موقف لمسؤول حكومي أو أمني".
التحليل أكد أهمية أن "تعي السلطات الإماراتية دورها السيئ تجاه مواطنيها والمقيمين ودورها في المنطقة، وانعكاس ذلك على صورتها الدولية فتقوم بحملات تحسين لسمعتها"، متسائلاً: "ألا تخشى أن تنقلب سياستها عليها وتصبح معزولة إذا ما تمكنت الشعوب -لاحقاً- من فرض وجودها وقامت ببناء حكومات تستجيب لها؟".
وأشار إلى أن "الحكومات والسلطات التي دعمت الإمارات وجودها وجيشت المجتمع ووسائل الإعلام لخدمتها، وجندت دبلوماسيتها لدعم عملياتها الانتقامية من شعوبها، ستنظر بالتأكيد بعين القلق من دور إماراتي محتمل وستتحين الفرصة للانقلاب عليها والتأثير فيها".
كما أكد أن ما تقوم به الامارات من أجل أن تكون دولة محورية "أمر لا يريده الشعب الإماراتي، فهي سمعة سيئة لصيقة بالدولة والمجتمع".
وكانت الإمارات أدّت دوراً بارزاً فيما عُرف باسم "الثورات المضادّة" في الدول العربية التي شهدت احتجاجات مطالِبة بإسقاط أنظمة تحكمها منذ 30 عاماً وأكثر، وهو ما تخشاه أبوظبي؛ خوفاً من صعود تيارات تهدد أنظمة الحكم هناك.
الخليج أونلاين